الفتوحات المكية

الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر

وهو منتخب من كتاب لواقح الأنوار القدسية المختصر من الفتوحات المكية

تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


[الباب السابع والسبعون وثلاثمائة في معرفة منزل سجود القيومية والصدق والمجد واللؤلؤة والسور]

و قال في الباب السابع والسبعين وثلاثمائة: اعلم أنه لا يلزم من شهود العبد ربه بقلبه أن يكون هو ذلك المطلوب له إلا بإعلام اللّه وجعله العلم الضروري في نفس العبد مثل ما يجد النائم في نومه من رؤية صورة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، والحق تعالى في النوم فيجد في نفسه علما ضروريا من غير سبب ظاهر أن ذلك المرئي هو الرسول إن كان الرسول، والحق تعالى إن كان هو الحق، وذلك لوجد أنه حقا في نفسه مطابقا لما هو الأمر عليه فيما رآه هكذا العلم باللّه فلا يدرك إلا هكذا، وأما النظر والفكر فلا وقال في قوله صلى اللّه عليه وسلم فأقول: «سحقا سحقا» ، يعني: في حق الطائفة الذين أخذ بهم ذات الشمال إنما قال صلى اللّه عليه وسلم: «و هو الرءوف الرحيم سحقا سحقا» لأن من كان عالما بالأمور لا يزيد على حكم ما يقضي به الوقت ولذلك قالوا: الصوفي ابن وقته ثم إنه إذا زال الحال تلطف في المسألة وتشفع في كل موحد هوت به الريح من أمته في مكان سحيق. وقال في قوله تعالى: وإِذَا اَلْأَرْضُ مُدَّتْ ( 3 ) [الانشقاق: 3] : اعلم أن مد الأرض هو تدكدك جبالها حتى تصير رضا فما كان منها عاليا في الجو إذا انبسط زاد في بسط الأرض قال: ولهذا جاء في الخبر «إن اللّه يمد الأرض يوم القيامة مد الأديم» فشبه مدها بمد الأديم لأن الإنسان إذا مد الأديم طال من غير أن يزاد فيه شيء لم يكن في عينه فما زاد إلا لما كان فيه من النقيض والنتوء فلما مد انبسط عن قبضه وفرش ذلك النتوء الذي كان فيه فزاد في سعة الأرض ورفع المنخفض منها حتى بسطه فزاد فيها ما كان من طول من سطحها إلى القاع منها كما يكون في الجلد سواء فلا ترى في الأرض هناك عوجا ولا أمتا فيأخذ البصر من المبصر جميع من في الموقف بلا حجاب من ارتفاع وانخفاض ليرى الخلق كلهم بعضهم بعضا فيشهدون حكم اللّه في الفصل والقضاء في عباده، وأطال في ذلك.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!