الفتوحات المكية

الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر

وهو منتخب من كتاب لواقح الأنوار القدسية المختصر من الفتوحات المكية

تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


[الباب الأحد والسبعون وثلاثمائة في معرفة منزل سر وثلاثة أسرار لوحية أمية محمدية]

و قال في الباب الحادي والسبعين وثلاثمائة: لو أن العاصي علم أن اللّه يؤاخذه على المعصية ولا بد ما عصى فلا يصح أن يكون على بصيرة في العقاب أبدا قال: وهذا هو الذي أجرأ النفوس على ارتكاب المحارم إلا من حماه اللّه تعالى بخوف، وحياء، ورجاء، وعصمة في علم اللّه خارجة عن هذه الثلاثة ولا خامس لهذه الأربعة فتأمل. وقال في قوله تعالى: واِنْشَقَّتِ اَلسَّمٰاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وٰاهِيَةٌ ( 16 ) [الحاقة: 16] إنما انشقت لذهاب عمدها الذي كان يمسكها وهو الإنسان الكامل. فإذا زال سقطت إلى الأرض والسماء معلوم أنها جسم شفاف صلب فإذا هوت السماء حلل جسمها حر النار فعادت دخانا أحمر كالدهان السائل مثل شعلة النار كما كانت أول مرة وزال ضوء الشمس فطمست النجوم فلم يبق لها نور وسبحت في النار لكن على غير الوجه التي كانت في الدنيا عليه من السير وأطال في ذلك ثم قال: فعلم أن آخر من تقبض روحه من بني آدم الإنسان الكامل الذي يقوم ذكره مقام ذكر جميع العالم لو قدر فقده وهذا هو المشار إليه بقوله صلى اللّه عليه وسلم: «لا تقوم الساعة حتى لا يبقى أحد على وجه الأرض يقول اللّه» فما أمسك اللّه تعالى صور السموات أن تقع على الأرض إلا لأجل هذا الإنسان الموحد الذي لا يمكنه أن يتكلم بالنفي إذ ليس في خاطره إلا اللّه الواحد الأحد. قال: وهذا الذكر الذي هو اللّه اللّه هو ذكر اللّه الأكبر المشار إليه بقوله تعالى: ولَذِكْرُ اَللّٰهِ أَكْبَرُ [العنكبوت: 45] ولا يعترض علينا المعطلة فإنهم كالعضو الأشل من الإنسان الكامل وأطال في ذلك. وقال في قول عائشة رضي اللّه عنها، كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، يذكر اللّه على كل أحيانه أي: في جميع الأحوال فيه إثبات المجالسة من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، لربه عزّ وجلّ في جميع الأحوال وجلوس كل عبد مع ربه على قدر ذكره له فإما علمت عائشة ذلك من طريق كشفها وإما أخبرها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، بذلك وأطال في ذلك وقال: خلق اللّه الأرض مثل كرة وهي مجموع أجزاء ترابية وحجرية ضم بعضها إلى بعض، ولما خلق اللّه السماء بسط الأرض بعد ذلك ليستقر عليها من خلقت له ولذلك مادت ولو بقيت كرة ما مادت فخلق اللّه الجبال فقال بها: عليها دفعة واحدة وأدار بالماء المحيط بها جبلا جعله لها كالمنطقة وجعل أطراف قبة السماء عليها قال: وأما الزرقة التي ينسبها الناس إلى السماء فإنما هي لبعد السماء عن البصر كما ترى الجبال إذا بعدت سودا وزرقا وهي بيض، وقال: ما أخذ اللّه من أخذ من الأمم إلا في آخر النهار وذلك لاستيفاء حركة الفلك فإن اليوم دائرة الفلك الأطلس فكان ذلك كالتربص بالعنين إلى آخر السنة فإذا انقضت فصولها فرق بينه وبين المرأة أعني: زوجته وذلك لأن أسباب التأثير الإلهي المعتاد في الطبيعة قد مرت عليه وما أثرت فيه فدل على أن العنة فيه قد استحكمت لا تزول فلما عدمت فائدة النكاح من لذة وتناسل فرق بينهما إذا كان النكاح موضوعا للالتذاذ وللتناسل ولهما مع وفي حق طائفة بكذا وفي أخرى بكذا، وفي حق للمجموع أخرى وكذلك اليوم في حق من أخذ من الأمم إذا انقضت دورته وقع الأخذ الإلهي آخره.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!