الفتوحات المكية

الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر

وهو منتخب من كتاب لواقح الأنوار القدسية المختصر من الفتوحات المكية

تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


[الباب السابع والأربعون وثلاثمائة في معرفة منزل العندية الإلهية والصف الأول عند اللّٰه تعالى]

و قال في الباب السابع والأربعين وثلاثمائة، في الكلام على العندية الإلهية في نحو قوله تعالى: ومٰا عِنْدَ اَللّٰهِ بٰاقٍ [النحل: 96] . وفي قوله آتَيْنٰاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنٰا وعَلَّمْنٰاهُ مِنْ لَدُنّٰا عِلْماً [الكهف:65] وقال وعِنْدَهُ مَفٰاتِحُ اَلْغَيْبِ [الأنعام: 59] وفي الحديث صفوا كما تصف الملائكة عند ربها، وقال تعالى: إِنَّ اَللّٰهَ عِنْدَهُ عِلْمُ اَلسّٰاعَةِ [لقمان: 34] . وقال: وإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاّٰ عِنْدَنٰا خَزٰائِنُهُ [الحجر:21] اعلم أن هذه العندية اختلفت إضافتها بحسب ما أضيف إليه من اسم، وضمير وكناية وهي ظرف ثالث، فإنه ليس بظرف زمان ولا ظرف مكان مخلص بل ما هو ظرف مكان جملة واحدة على الإطلاق قال وكذلك في قوله تعالى: مٰا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ ومٰا عِنْدَ اَللّٰهِ بٰاقٍ [النحل: 96] . فجعل لنا عندية وما هي ظرف مكان في حقنا قال: وما رأيت أحدا من أهل اللّه نبه على هذه الظرفية الثالثة حتى يعرف ما هي فعجب من العلماء كيف غفلوا عن تحقيق هذه العندية التي اتصف بها الحق والإنسان وطال في ذلك ثم قال: 405 فعندية الرب معقولة وعندية الهوى لا تعقل وعندية اللّه مجهولة وعنديه الخلق لا تجهل وليس هما عند ظرفية وليس لها غير محملقال: والضمير في قوله لها: يعود على الظرفية وفي قوله: هما يعود على عندية الحق والخلق واللّه أعلم.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!