الفتوحات المكية

الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر

وهو منتخب من كتاب لواقح الأنوار القدسية المختصر من الفتوحات المكية

تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


[الباب الثالث والثلاثون وثلاثمائة في معرفة منزل «خلقت الأشياء من أجلك وخلقتك من أجلي فلا تهتك ما خلقت من أجلي فيما خلقت من أجلك» وهو من الحضرة الموسوية]

و قال في الباب الثالث والثلاثين وثلاثمائة: قال إبليس للحق جلّ وعلا: يا رب كيف تطلب مني السجود ولم ترد ذلك فلو أردته لسجدت ولم أقدر على المخالفة فقال له الحق جلّ وعلا: متى علمت أني لم أرد منك السجود بعد وقوع الإباية منك وقبل ذلك، فقال: إبليس ما علمت بذلك إلا بعد ما وقعت مني الإباية فقال اللّه عز وجل له بذلك: آخذتك فللّه الحجة البالغة. وقال في حديث البخاري في الذين يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم اعلم أن من لم يكن وارثا لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، في مقام تلاوته للقرآن إنما يتلو حروفا ممثلة في خياله، وحصلت له من ألفاظ معلمه إن كان أخذه عن تلقين ومن حروف كتابة إن كان أخذه عن كتابة فإذا أحضر تلك الحروف في خياله ونظر إليها بعين خياله ترجم اللسان عنها فتلاها عن غير تدبر، ولا فهم، ولا استبصار بل لبقاء تلك الحروف في حضرة خياله، قال: ولهذا التالي أجر الترجمة لا أجر القرآن لأنه ما تلا المعاني وإنما تلا حروفا تنزل من الخيال الذي هو مقدم الدماغ إلى اللسان فيترجم به لا يجاوز حنجرته إلى القلب الذي في صدره فلا يصل إلى قلبه منه شيء وأطال في ذلك.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!