الفتوحات المكية

الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر

وهو منتخب من كتاب لواقح الأنوار القدسية المختصر من الفتوحات المكية

تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


[الباب الثاني والثلاثون وثلاثمائة في معرفة منزل الحراسة الإلهية لأهل المقامات المحمدية وهو من الحضرة الموسوية]

و قال في الباب الثاني والثلاثين وثلاثمائة: في قوله تعالى فِيهِ  شِفٰاءٌ لِلنّٰاسِ [النحل: 69 ] . أي: العسل اعلم أنه تعالى لم يذكر للعسل مضرة قط وإن كان بعض الأمزجة يضره استعماله لأن الشفاء هو المقصود الأعظم منه كما أن المقصود بالغيث إيجاد الرزق الذي يكون عن نزوله وقد يهدم الغيث بيت العجوز الفقيرة الضعيفة فما كان رحمة في حق هذه المرأة من هذا الوجه الخاص لأن هدم البيت المذكور ما هو بالقصد العام الذي نزل له المطر، وإنما كان ذلك من استعداد البيت للهدم لضعف بنيانه فكذلك الضرر الواقع لمن أكل العسل إنما ذلك من انحراف مزاجه ولم يكن بالقصد العام. (قلت) : وقد تقدم نحو ذلك في الكلام على النية من حيث إنها موضوعة بالأصالة للإخلاص واللّه أعلم. وقال فيه في قوله تعالى: تَجْرِي بِأَعْيُنِنٰا [القمر: 14] . إنما جمع العيون هنا وفي قوله: فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنٰا [الطور:48] . لأن المراد بهذا الجمع عيون الحافظين للعالم من سائر الخلق فكل حافظ في العالم أمرا ما فهو جملة عيون الحق تعالى.

(قلت) : وإلى ذلك الإشارة يقول سيدي محمد وفا رضي اللّه تعالى عنه: محمد عين اللّه والصحب أعين، إلى آخر ما قاله فاعلم ذلك. وقد ذكر الشيخ محيي الدين في الباب الخامس وخمسمائة ما نصه إنما قال تعالى: فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنٰا . ليعلمه أنه ما حكم عليه صلى اللّه عليه وسلم، إلا بما هو الأصلح عنده سواء سره أم ساءه هذا مراده بقوله: بأعيننا أي: ما أنت بحيث نجهلك، وننساك واللّه أعلم.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!