الفتوحات المكية

الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر

وهو منتخب من كتاب لواقح الأنوار القدسية المختصر من الفتوحات المكية

تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


[الباب الثالث والعشرون وثلاثمائة في معرفة منزل بشرى مبشر لمبشر به وهو من الحضرة المحمدية]

و قال في الباب الثالث والعشرين وثلاثمائة في قوله تعالى: كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اَللّٰهِ أَنْ تَقُولُوا مٰا لاٰ تَفْعَلُونَ ( 3 ) [الصف: 3] . اعلم أن العبد ما دخل عليه مقت اللّه إلا من باب إضافة الفعل إلى نفسه من غير مشيئة اللّه تعالى، فلو أنه قرن العمل بالمشيئة الإلهية لم يمقته اللّه تعالى، فلذلك شرع الحق تعالى لعباده الاستثناء الإلهي ليرتفع عنهم المقت وكذلك لا يحنث أيضا من استثنى إذا حلف على فعل مستقبل فإنه أضافه إلى اللّه تعالى لا إلى نفسه قال: وهذا لا ينافي إضافة الأفعال إلى المخلوقين من حيث الحكم فإن للعبد حكما في ظهور العمل وما له أثر في إيجاده وفرق بين الأثر والحكم، قال: وبهذا القدر تفاوتت درجات العقلاء ألا ترى الحق تعالى كيف قال: يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مٰا لاٰ تَفْعَلُونَ ( 2 ) [الصف: 3] . ولم يقل: يا أولي الألباب ولا يا أولي العلم لأن العالم العاقل لا يقول ما لا يفعل إلا بالاستثناء لعلمه بأن خلق الفعل للّه لا له وأطال في ذلك وسيأتي تفسير الآية بأوضح من هذا وأن الإنسان هو الذي يمقت نفسه عند اللّه حين ينكشف له أن العمل للّه لا للعبد فيخجل من ذلك


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!