اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[العبادة حال ذاتي للإنسان]
واعلم أن العبادة حال ذاتي للإنسان لا يصح أن يكون لها أجر مخلوق لأنها ليست بمخلوقة أصلا فالأعيان من كل ما سوى الله مخلوقة موجودة حادثة والعبادة فيها ليست بمخلوقة فإنها لهذه الأعيان أعني أعيان العالم في حال عدمه وفي حال وجوده وبها صح له أن يقبل أمر الله بالتكوين من غير تثبط بل أخبر الله تعالى أنه يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ فحكم العبادة للممكن في حال عدمه أمكن فيه منها في حال وجوده إذ لا بد له في حال وجوده واستحكام رأيه ونظره لنفسه واستقلاله من دعوى في سيادة بوجه ما ولو كان ما كان فينقص له من حكم عبادته بقدر ما ادعاه من السيادة فلذلك قلنا إن حكم العبادة للممكن أمكن منه في حال عدمه منها في حال وجوده فمن استصحبته فقد استصحبه الشهود دنيا وآخرة ونعته إذا كانت هذه حالته أنه لا يفرح بشيء ولا يحزن لشيء ولا يضحك ولا يبكي ولا يقيده وصف ولا يميزه نعت وجودي فلا رسم له ولا وصف قال أبو يزيد البسطامي رضي الله عنه في هذا المقام ضحكت زمانا وبكيت زمانا وأنا اليوم لا أضحك ولا أبكي وقال في هذا المقام لما قيل له كيف أصبحت فقال لا صباح لي ولا مساء إنما الصباح والمساء لمن تقيد بالصفة وأنا لا صفة لي فوصف