اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[أن الإجابة على نوعين]
ثم اعلم أن الإجابة على نوعين إجابة امتثال وهي إجابة الخلق لما دعاه إليه الحق وإجابة امتنان وهي إجابة الحق لما دعاه إليه الخلق فإجابة الخلق معقولة وإجابة الحق منقولة لكونه تعالى أخبر بها عن نفسه وأما اتصافه بالقرب في الإجابة فهو اتصافه بأنه أقرب إلى الإنسان من حَبْلِ الْوَرِيدِ فشبه قربه من عبده قرب الإنسان من نفسه إذا دعا نفسه لأمر ما تفعله فتفعله فما بين الدعاء والإجابة الذي هو السماع زمان بل زمان الدعاء زمان الإجابة فقرب الحق من إجابة عبده قرب العبد من إجابة نفسه إذا دعاها ثم ما يدعوها إليه يشبه في الحال ما يدعو العبد ربه إليه في حاجة مخصوصة فقد يفعل له ذلك وقد لا يفعل كذلك دعاء العبد نفسه إلى أمر ما قد تفعل ذلك الأمر الذي دعاها إليه وقد لا تفعل لأمر عارض يعرض له وإنما وقع هذا الشبه لكونه مخلوقا على الصورة وهو أنه وصف نفسه في أشياء بالتردد وهذا معنى التوقف في الإجابة فيما دعا الحق نفسه إليه فيما يفعله في هذا العبد وقد ثبت هذا في قبضه نسمة