الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


يستفيد الأستاذ من التلميذ أشياء من مواهب الحق تعالى لم يقض الله للاستاذ أن ينالها إلا من هذا التلميذ كما نعلم قطعا أنه قد يفتح للإنسان الكبير في أمر يسأله عنه بعض العامة مما لا قدر له في العلم ولا قدم ويكون صادق التوجه في هذا العلم المسئول عنه فيرزق العالم في ذلك الوقت لصدق السائل علم تلك المسألة ولم تكن عنده قبل ذلك عناية من الله بالسائل وتضمنت عناية الله بالسائل إن حصل للمسئول علما لم يكن عنده ومن راقب قلبه يجد ما ذكرناه فالحمد لله الذي استفدنا من أولادنا مثل ما استفاده شيوخنا منا أمورا كانت أشكلت عليهم ويتضمن هذا المنزل علم التبليغ عن الله إلى خلقه من رسول ونبي ووارث ويتضمن علم السياسة في التعليم بباب اللطف من حيث لا يشعر المطلوب بذلك ويتضمن علم الجزاء المطلق والمقيد فالمطلق مجازاة العبد ربه مثل الشكر على المنعم ومجازاة الله العبد مثل المزيد فيما وقع عليه الشكر من العبد والمجازاة المقيدة هي جزاء الله العبد في الدار الآخرة فإنها ليست بدار تكليف قال تعالى وأَوْفُوا بِعَهْدِي في موطن التكليف وهو الدنيا أُوفِ بِعَهْدِكُمْ في الدارين معا دنيا وآخرة وهذا القدر كاف في هذا الباب إن شاء

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

تنزه أيها الخلق المسوي *** على صفة المسوي بالسواء

ولا تنظر إلى ما حال منه *** وجاء به الرسول من السماء

فإن خفت الرجاء أيدت فيه *** بما تعطيه مأمنة الرجاء

سليمانية وقفت أمامي *** أقيم بها رخاء من رخاء

وقفت على الصفا أعنو لسر *** إلهي بمنزلة الصفاء

وعانقت الغزالة في سناها *** لا علو فوق منزلة السهاء

وجاوزت العقول بغير حد *** وخضت حيا النفوس على حياء

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

قال الله تعالى وإِنْ من شَيْ‏ءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ فما من صورة في العالم وما في العالم إلا صور إلا وهي مسبحة خالقها بحمد مخصوص ألهمها إياه وما من صورة في العالم تفسد إلا وعين فسادها ظهور صورة أخرى في تلك الجواهر عينها مسبحة لله تعالى حتى لا يخلو الكون كله عن تسبيح خالقه فتسبحه أعيان أجزاء تلك الصورة بما يليق بتلك الصورة والصور التي في العالم كلها نسب وأحوال لا موجودة ولا معدومة وإن كانت مشهودة من وجه ما فليست بمشهودة من وجه آخر وعين زمان فناء تلك الصور عين زمان وجود تلك الصور أي عين فسادها هو عين الأخرى لا أنه بعد الفساد تحدث الأخرى‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

واعلم إذا علمت هذا أن العالم كله ما عدا الإنس والجان مستوفى الكشف لما غاب عن الإحساس البشري فلا يشاهد أحد من الجن والإنس ذلك الغيب إلا في وقت خرق العوائد لكرامة يكرمه الله بها أو خاصية أمر ما من الأمور التي تعطي كشف الغيوب كما إن كل جماد ونبات وحيوان في العالم كله وفي عالم الإنسان والجن وأجسام الملائكة والأفلاك وكل صورة يدبرها روح محسوسا كان ذلك التدبير فيمن ظهرت حياته أو غير محسوس فيمن بطنت حياته كأعضاء الإنسان وجلوده وما أشبه ذلك كل هؤلاء في محل كشف الغيوب الإلهية المستورة عن الأرواح المدبرة لهذه الأجسام من ملك وإنس وجن لا غير فإنها محجوبة عن إدراك هذا الغيب الإلهي إلا بخرق عادة في بعضهم أو في كلهم وقد عرفت أن الحجر والحيوان والنبات عرف من هذا الباب نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وهو من الغيوب الإلهية فيجهل كل روح مثل هذا إلا أن يعرفه الله به إلا من ذكرناهم فإنهم يعرفونه بالفطرة التي فطرهم الله عليها إذا ظهر ناداهم الحق به في ذواتهم باسمه وإذا حضر بعينه أخبرني يوسف ابن يخلف الكومي من أكبر من لقيناه في هذا الطريق سنة ست وثمانين وخمسمائة رحمه الله قال أخبرني موسى السرداني وكان من الأ

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

بها ياقوتة يتيمة لا أخت لها وإن اجتمعت معها في المقدار فما اجتمعت معها في القدر ولا في الذات ولا في الخاصية تعالى الله فالزم عبوديتك واعرف قدرك‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

واعلم أن الله قد جعل من مخلوقاته من هو أكبر منك وإن كان خلقه من أجلك ولكن لا يلزم إذا خلق شيئا من أجلك أن تكون أنت أكبر منه فإن السكين عمل من أجل أمور منها قطع يد السارق والنار خلقت من أجل عذاب الإنسان فالإنسان أشرف من النار لأنها خلقت من أجله فهذا الفصل لا يطرد فلا تدخله ميزانك فأنت أنت وهو هو لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ وهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ فبهذا قد أعلمتك بالميزان العلمي المشروع والمعقول وما يحتاج إليه من ذلك فلنبين لك ميزان العمل‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

فاعلم إن العمل منه حسي وقلبي وميزانه من جنسه فميزان العمل أن ينظر إلى الشرع وكيف أقام صور الأعمال على أكمل غاياتها قلبيا كان ذلك العمل أو حسيا أو مركبا من حس وقلب كالنية والصلاة من الحركات الحسية فقد أقام الشرع لها صورة روحانية يمسكها عقلك فإذا شرعت في العمل فلتكن عينك في ذلك المثال الذي أخذته من الشارع واعمل ما أمرت بعمله في إقامة تلك الصورة فإذا فرغت منها قابلها بتلك الصورة الروحانية المعبر عنه بالمثال الذي حصلته من الشارع عضوا عضوا ومفصلا مفصلا ظاهرا وباطنا فإن جاءت الصورة فيها بحكم المطابقة من غير نقصان ولا زيادة فقد أقمت الوزن بالقسط ولم تطغ فيه ولم تخسره فإن الزيادة في الحد عين النقص في المحدود فإذا وزنت عملك مثل هذا الوزن كانت صورة عملك مقدارا للجزاء الذي عينه الحق لك عليه سواء كان ذلك العمل محمودا أو مذموما فإن الشرع أيضا كما أقام لك صورة العمل المحمود لتعمله وبينه لك لتعرفه كذلك أقام لك صورة العمل المذموم لتعرفه وتميزه من المحمود ونهاك أن تعمل عليه صورة تطابقه فإن خالفت وعملت صورة تطابق تلك الصورة طلبت تلك الصورة موازنتها من الجزاء فإن اتفق أن يدخلها الحق في الميزان بالجزا

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!