الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


ما شهد وحمله على خلاف طريقه فلا بد مع التجلي من تعريف إلهي إما بصفاء الإلهام وإما بما شاءه الحق من أنواع التعريف وللانس بالله علامة عند صاحبه فإنه موضع يغلط فيه كثير من أهل الطريق فيجدون أنسا في حال ما يكون عليه فيتخيل إن ذلك آنس بالله فإذا فقد ذلك الحال فقد الأنس بالله فعندنا وعند الجماعة أن أنسه كان بذلك الحال لا بالله لأن الأنس بالله إذا وقع لم يزل موجودا عنده في كل حال ولذلك يقول القوم من أنس بالله في الخلوة وفقد ذلك الأنس في الملإ فأنسه كان بالخلوة لا بالله‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

واعلم أنه لا يصح الأنس بالله عند المحققين وإنما يكون الأنس باسم إلهي خاص معين لا بالاسم الله وهكذا جميع ما يكون من الله لعباده لا يصح أن يكون من حكم الاسم الله لأنه الاسم الجامع لحقائق الأسماء الإلهية فلا يقع أمر لشخص معين في الكون إلا من اسم معين بل ولا يظهر في الكون كله أعني في كل ما سوى الله شي‏ء يعمه إلا من اسم خاص معين لا يصح أن يكون الاسم الله فإنه من أحكامه أيضا الغني عن العالمين كما أنه من أحكامه ظهور العالم وحبه سبحانه لذلك الظهور والغني عن العالم لا يفرح بالعالم والله يفرح بتوبة عبده فالاسم الله تعلم مرتبته ولا يتمكن ظهور حكمه في العالم لما فيه من التقابل وهذه مسألة عظيمة جليلة القدر صعبة التصور في الإلهيات فإن الشي‏ء إذا اقتضى أمرا لذاته فمن المحال أن تتصف الذات بالغنى عن ذلك الأمر كما لا تتصف بالافتقار إليه وقد ورد الغني عن العالمين فإن جعلناه غنيا عن الدلالة كأنه يقول ما أوجدت العالم ليدل علي ولا أظهرته علامة على وجودي وإنما أظهرته ليظهر حكم حقائق أسمائي وليست لي علامة على سوائي فإذا تجليت عرفت بنفس التجلي والعالم علامة على حقائق الأسماء لا علي وعلامة أيضا على أني مستن

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

إن الجلال على الضدين ينطلق *** وهو الذي بنعوت القهر أشهده‏

له العلو ولا علو يماثله *** له النزول فكل الخلق يجحده‏

إني بكل الذي قد قلت أعرفه *** وليس غير الذي قد قلت أقصده‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

اعلم أن الجلال نعت إلهي يعطي في القلوب هيبة وتعظيما وبه ظهر الاسم الجليل وحكم هذا الاسم من أعجب الأحكام فإن له حكم لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ وسُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ وله حكم‏

قوله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم مرضت فلم تعدني وجعت فلم تطعمني وظمئت فلم تسقني‏

فأنزل نفسه منزلة من هذه صفته من الافتقار إلى العبيد وكذلك نزوله في‏

قوله وسعني قلب عبدي‏

ومن هذا الباب فرحه بتوبة عبده وتعجبه من الشاب الذي لا صبوة له وتبشبشه بالذي يأتي إلى المسجد للصلاة هذا كله وأمثاله من نعوت التنزيه والتشبيه يعطيه حكم الجلال والاسم الإلهي الجليل ولهذا قلنا إنه يدل على الضدين كالجون ينطلق على الأبيض والأسود وكذلك القرء ينطلق على الحيض والطهر ومن حضرة الجلال نزل قوله تعالى وما قَدَرُوا الله حَقَّ قَدْرِهِ فمن وصفه إنما وصف نفسه ولا يعرف منه إلا نفسه لأن رب العزة

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!