اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[إن الأنس باسم إلهي خاص معين]
واعلم أنه لا يصح الأنس بالله عند المحققين وإنما يكون الأنس باسم إلهي خاص معين لا بالاسم الله وهكذا جميع ما يكون من الله لعباده لا يصح أن يكون من حكم الاسم الله لأنه الاسم الجامع لحقائق الأسماء الإلهية فلا يقع أمر لشخص معين في الكون إلا من اسم معين بل ولا يظهر في الكون كله أعني في كل ما سوى الله شيء يعمه إلا من اسم خاص معين لا يصح أن يكون الاسم الله فإنه من أحكامه أيضا الغني عن العالمين كما أنه من أحكامه ظهور العالم وحبه سبحانه لذلك الظهور والغني عن العالم لا يفرح بالعالم والله يفرح بتوبة عبده فالاسم الله تعلم مرتبته ولا يتمكن ظهور حكمه في العالم لما فيه من التقابل وهذه مسألة عظيمة جليلة القدر صعبة التصور في الإلهيات فإن الشيء إذا اقتضى أمرا لذاته فمن المحال أن تتصف الذات بالغنى عن ذلك الأمر كما لا تتصف بالافتقار إليه وقد ورد الغني عن العالمين فإن جعلناه غنيا عن الدلالة كأنه يقول ما أوجدت العالم ليدل علي ولا أظهرته علامة على وجودي وإنما أظهرته ليظهر حكم حقائق أسمائي وليست لي علامة على سوائي فإذا تجليت عرفت بنفس التجلي والعالم علامة على حقائق الأسماء لا علي وعلامة أيضا على أني مستن