الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


وإليها يعود المشرك يوم القيامة عند تبري الشركاء منهم وإذا لم يضف التبديل إليهم فهي بشرى في حقهم بما لهم إلى الرحمة وإن سكنوا النار فبحكم كونها دارا لا كونها دار عذاب وآلام بل يجعلهم الله على مزاج ينعمون به في النار بحيث لو دخلوا الجنة بذلك المزاج تألموا لعدم موافقة مزاجهم لما هي عليه الجنة من الاعتدال فمن حقت عليه كلمة الله بأمر فإنه يعمل في غير معمل ويطمع في غير مطمع‏

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن يعمل بعمل أهل الجنة حتى يقرب منها بعمله فيما يبدو للناس فيسبق عليه الكتاب فيختم له بعمل أهل النار فيدخل النار وكذلك الآخر ثم قال وإنما الأعمال بالخواتم‏

فذكر في هذا الحديث لمن هي السابقة وأن الخاتمة هي عين حكم السابقة ولهذا كان بعضهم يقول أنتم تخافون من الخاتمة وأنا أخاف السابقة وإنما سميت سابقة من أجل تقديمها على الخاتمة فهذا معنى موجود لم يظهر حكمه إلا بعد زمان فهو من بعض ما يمكن أن يستند إليه القائل بالكمون والظهور ولا سيما والشارع قد نبه عليه في الحديث بقوله في عمل أهل النار أعمال السعداء فقال فيما يبدو للناس وكذلك في عمل أهل الجنة أعمال الأشقياء فيما يبدو للناس و

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

إن التواجد لا حال فتحمده *** ولا مقام له حكم وسلطان‏

يزري بصاحبه في كل طائفة *** وما له في طريق القوم ميزان‏

بل ذمه القوم لما كان منقصة *** والنقص ما فيه في التحقيق رجحان‏

وكل ما هو فيه من يقوم به *** فإنه كله زور وبهتان‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

اعلم أن التواجد استدعاء الوجد لأنه تعمل في تحصيل الوجد فإن ظهر على صاحبه بصورة الوجد فهو كاذب مراء منافق لا حظ له في الطريق ولهذا لم تسلمه الطائفة إلا لمن أعلم الجماعة التي يكون فيها إنه متواجد لا صاحب وجد ولا يسلم له ذلك إلا إذا اتفق أن يعطي الحال بقرينته أن يوافق أهل الوجد في حركاتهم عن إشارة من شيخ يكون له حكم في الجماعة أو حرمة عندهم فإن خرج عن هذه الشروط فلا يجوز له أن يقوم متواجدا ولا أن يظهر عليه من ذلك أثر وكل وجد يكون عن تواجد فليس بوجد فإن من حقيقة الوجد أن يأتي على القلب بغتة يفجأه وهو الهجوم على الحقيقة فالوجد كسب فهو له والتواجد تكسب واكتساب الوجد عن التواجد اكتساب لا كسب وهذه بشرى من الله حيث جعل المخالفة اكتسابا والطاعة كسبا فقال لَها يعني للنفس ما كَسَبَتْ فأوجبه لها وقال في الاكتساب وعَلَيْها ما اكْتَسَبَتْ فما أوجب لها إلا الأخذ بما اكتسبته فالاكتساب ما هو حق لها فتستحقه فتستحق الكسب ولا تستحق الاكتساب والحق لا يعامل إلا بالاستحقاق فالعفو من الله يحكم على الأخذ بالجريمة فالتواجد الذي عند أهل الله إظهار صورة وجد من غير وجد على طريق الموافقة لأهل الوجد مع تعريفه لمن

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!