الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


كذلك فالمريد من انقطع إلى الله تعالى عن نظر واستبصار وطلب مرضاة الله وتجرد عن إرادته إذ علم أنه ما يقع في الوجود إلا ما يريده الله لا ما يريده الخلق فيقول هذا المريد فلما ذا أتعني وأريد ما لا أعلم أنه يقع أم لا يقع فإنه لا علم لي بما في علم الله تعالى من ذلك فإن وقع ما أريد فلكونه مراد الله فبما ذا أفرح وإن لم يقع فلا بد من انكسار الخيبة فاستعجل الهم وربما ينجر معه عدم الرضي لعدم وقوع المراد فالأولى إن لا يريد إلا ما يريده الحق كان ما كان على الإجمال فمتى وقع تلقيته بالقبول والرضي فيتجرد عن إرادته فلا يبقى له إرادة الأعلى هذا الحكم وأما الذي يطلعه الله من المريدين على مراد الله في العالم فإن ذلك قد يكون على أحد طريقين الطريق الواحدة بأخبار إلهي وكشف لما يكون والطريق الثانية أن يرزقه الله علم ما تعطيه حقائق الأشياء وترتيبها الإلهي الذي رتبت عليه فيريد عند ذلك أمرا ما فلا تخطئ له إرادة بل يقع مراده على حسب ما تعلق به فهذا مريد بالحق كما كان سميعا بصيرا بالحق إذ كان الحق سمعه وبصره فتكون أيضا إرادته ومهما أخطأت إرادته فليس بمريد على الحقيقة إذ لا فائدة في إن لا يكون مريدا إلا من قامت

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

إذا كنت في همة فاتئد *** فإن الوجود لها مستعد

ولا تفتحن بها مغلقا *** ولا تك ممن بها يستبد

ولا تركنن إليها وكن *** كما أنت في باطن المعتقد

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

نريد بباطن المعتقد كون الله هو الفاعل للأشياء لا أثر فيها لهمة مخلوق ولا لسبب ظاهر ولا باطن لعلمه بأن الأسباب إنما جعلها لله ابتلاء ليتميز من يقف عندها ممن لا يرى وقوع الفعل إلا بها ممن لا يرى ذلك ويرى الفعل لله من ورائها عندها لا بها اعلم أن الهمة يطلقها القوم بإزاء تجريد القلب للمنى ويطلقونها بإزاء أول صدق المريد ويطلقونها بإزاء جمع الهمم بصفاء الإلهام فيقولون الهمة على ثلاث مراتب همة تنبه وهمة إرادة وهمة حقيقة فاعلم إن همة التنبه هي تيقظ القلب لما تعطيه حقيقة الإنسان مما يتعلق به التمني سواء كان محالا أو ممكنا فهي تجرد القلب للمنى فتجعله هذه الهمة أن ينظر فيما يتمناه ما حكمه فيكون بحسب ما يعطيه العلم بحكمه فإن أعطاه الرجوع عن ذلك رجع وإن أعطاه العزيمة فيه عزم فيحتاج صاحب هذه الهمة إلى علم ما تمناه وأما همة الإرادة وهي أول صدق المريد فهي همة جمعية لا يقوم لها شي‏ء وهذه الهمة توجد كثيرا في قوم يسمون بإفريقية العزابية يقتلون بها من يشاءون فإن النفس إذا اجتمعت أثرت في أجرام العالم وأحواله ولا يعتاض عليها شي‏ء حتى أدى من علم ذلك ممن ليس عنده كشف ولا قوة إيمان أن الآيات الظاهرة في الع

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!