الفتوحات المكية

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة عدد ما يحصل من الأسرار للمشاهد عند المقابلة والانحراف وعلى كم ينحرف من المقابلة
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 65 - من الجزء الثاني (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

الصفات النفسية سوى واحدة لأحديته وهي عين ذاته فليس له فصل مقوم يتميز به عما وقع له من الاشتراك فيه مع غيره بل له الأحدية الذاتية التي لا تعلل ولا تكون علة فهي الوجود وما هي‏

[أسنى ما تمدح به الإنسان العلم بالقدر]

ومن الأسباب التي لأجلها طوى علم ذلك عن الإنسان لكون ذات الإنسان تقتضي البوح به لأنه أسنى ما يمدح به الإنسان ولا سيما الرسل فحاجتهم إليه آكد من جميع الناس لأن مقام الرسالة يقتضي ذلك وما ثم علم ولا آية أقرب دلالة على صدقهم من مثل هذا العلم‏

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما وصف ربه به مما أوحى إليه به أنه لا شي‏ء أحب إلى الله تعالى من أن يمدح‏

ولا مدحة فوق المدحة بمثل هذا ثم إن الله خلق آدم على صورته فلا شي‏ء أحب إلى العبد من أن يمدح ويثنى عليه وأسنى ما يمدح به العبد العلم بالله وعلمه بالقدر علمه بالله فلو فتح للعبد الإنساني العلم بالقدر وقد أمر بالغيرة فيه وطيه عمن لا ينبغي أن يظهر عليه وكان الإنسان وهو مجبول على حب المدح والرسالة تعطي الرغبة في هداية الخلق أجمعين ولا طريق للهداية أوضح من هذا الفن فالذي كانوا يلقونه من الكتم من الألم والعذاب في أنفسهم لا يقدر قدره فخفف الله عن الرسل مثل هذا الألم فطواه عنهم فإن جميع العالم ممن له قوة على إيصال ما في نفسه من الأمور إلى الخلق يكتمون علم مثل هذا وغيره إذا كان عندهم إلا الجن والإنس فإن النشأة من هذه القوي العنصرية تقتضي لهم ذلك فمن كتم منهم فإنما يكتم على كره مما ينبغي أن يمدح به إذا بثه ولو لا إن البهائم لم تعط لها قوة التوصيل لأعلمت بما تشاهده من الأمور الغيبية التي أمر الله من يعلمها بسترها مثل خوار الميت على نعشه وعذاب القبر وحياة الشهداء فكل دابة تسمعه وتصغي يوم الجمعة شفقا من الساعة ولكن لما كوشفت على مثل هذا أعطيت الخرس عن التوصيل فكتمها الأشياء اضطراري لا اختياري فطواه الله عن الثقلين لذلك فإنه من الأسرار المكتومة فهذا من الأسباب التي طوى لها علم القدر

(السؤال الخامس والثلاثون) متى ينكشف لهم سر القدر

الجواب سر القدر غير القدر وسره عين تحكمه في الخلائق وإنه لا ينكشف لهم هذا السر حتى يكون الحق بصرهم فإذا كان بصرهم بصر الحق ونظروا للأشياء ببصر الحق حينئذ انكشف لهم علم ما جهلوه إذ كان بصر الحق لا يخفى عليه شي‏ء

[لا ينكشف للعبد سر القدر حتى يكون الحق منه مل‏ء البصر]

قال تعالى إِنَّ الله لا يَخْفى‏ عَلَيْهِ شَيْ‏ءٌ في الْأَرْضِ ولا في السَّماءِ هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ في الْأَرْحامِ لكونها مظلمة تمدح بإدراك الأشياء فيها كيف يشاء من أنواع الصور والتصوير لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ أي المنيع الذي نسب لنفسه الصورة لا عن تصوير ولا تصور الحكيم بما تعطيه الاستعدادات المسواة لقبول الصور فيعين لها من الصور ما شاء مما قد علم أنها مناسبة له‏

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه تعالى أنه قال ما تقرب أحد بأحب إلي من أداء ما افترضته عليه لأنها عبودية اضطرار ولا يزال العبد يتقرب إلي بالنوافل وهي عبودية اختيار حتى أحبه‏

إذ جعلها نوافل فاقتضت البعد من الله فلما ألزم عبودية الاختيار نفسه لزوم عبودية الاضطرار أحبه فهو معنى قوله تعالى حتى أحبه‏

ثم قال فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به‏

الحديث فإذا كان الحق لهذه الحالة بصر العبد كيف يخفى عليه ما ليس يخفى فأعطته النوافل واللزوم عليها أحكام صفات الحق وأعطته الفرائض أن يكون كله نورا فينظر بذاته لا بصفته فذاته عين سمعه وبصره فذلك وجود الحق لا وجوده والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

(السؤال السادس والسابع والثلاثون) أين ينكشف لهم ولمن ينكشف منهم‏

الجواب في حال الانفعال عنهم والاتحاد بهم‏

[المظاهر: أقسامها وعلاماتها]

وذلك أن من المظاهر من يعلم أنه مظهر ومن المظاهر من لا يعلم أنه مظهر فيتخيل أنه عن الحق أجنبي وعلامة من يعلم أنه مظهر أن تكون له مظاهر حيث شاء من الكون كقضيب البان فإنه كان له مظاهر فيما شاء من الكون لا حيث ما شاء من الكون وإن من الرجال من يكون له الظهور فيما شاء من الكون لا حيث شاء ومن كان له الظهور حيث شاء من الكون كان له الظهور فيما شاء من الكون فتكون الصورة الواحدة تظهر في أماكن مختلفة وتكون الصور الكثيرة على التعاقب تلبس الذات الواحدة في عين المدرك لها فإذا حصل الإنسان في المكان الذي يعرف فيه تجلى الحق في الصور المختلفة للشخص الواحد أو الأشخاص الكثيرين فمعرفته بتلك الحيثية لا تكون إلا


مخطوطة قونية
futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة 3546 من مخطوطة قونية
futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة 3547 من مخطوطة قونية
futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة 3548 من مخطوطة قونية
futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة 3549 من مخطوطة قونية
futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة 3550 من مخطوطة قونية
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

الصفحة 65 - من الجزء الثاني (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الوصول السريع إلى [الأبواب]: -
[0] [1] [2] [3] [4] [5] [6] [7] [8] [9] [10] [11] [12] [13] [14] [15] [16] [17] [18] [19] [20] [21] [22] [23] [24] [25] [26] [27] [28] [29] [30] [31] [32] [33] [34] [35] [36] [37] [38] [39] [40] [41] [42] [43] [44] [45] [46] [47] [48] [49] [50] [51] [52] [53] [54] [55] [56] [57] [58] [59] [60] [61] [62] [63] [64] [65] [66] [67] [68] [69] [70] [71] [72] [73] [74] [75] [76] [77] [78] [79] [80] [81] [82] [83] [84] [85] [86] [87] [88] [89] [90] [91] [92] [93] [94] [95] [96] [97] [98] [99] [100] [101] [102] [103] [104] [105] [106] [107] [108] [109] [110] [111] [112] [113] [114] [115] [116] [117] [118] [119] [120] [121] [122] [123] [124] [125] [126] [127] [128] [129] [130] [131] [132] [133] [134] [135] [136] [137] [138] [139] [140] [141] [142] [143] [144] [145] [146] [147] [148] [149] [150] [151] [152] [153] [154] [155] [156] [157] [158] [159] [160] [161] [162] [163] [164] [165] [166] [167] [168] [169] [170] [171] [172] [173] [174] [175] [176] [177] [178] [179] [180] [181] [182] [183] [184] [185] [186] [187] [188] [189] [190] [191] [192] [193] [194] [195] [196] [197] [198] [199] [200] [201] [202] [203] [204] [205] [206] [207] [208] [209] [210] [211] [212] [213] [214] [215] [216] [217] [218] [219] [220] [221] [222] [223] [224] [225] [226] [227] [228] [229] [230] [231] [232] [233] [234] [235] [236] [237] [238] [239] [240] [241] [242] [243] [244] [245] [246] [247] [248] [249] [250] [251] [252] [253] [254] [255] [256] [257] [258] [259] [260] [261] [262] [263] [264] [265] [266] [267] [268] [269] [270] [271] [272] [273] [274] [275] [276] [277] [278] [279] [280] [281] [282] [283] [284] [285] [286] [287] [288] [289] [290] [291] [292] [293] [294] [295] [296] [297] [298] [299] [300] [301] [302] [303] [304] [305] [306] [307] [308] [309] [310] [311] [312] [313] [314] [315] [316] [317] [318] [319] [320] [321] [322] [323] [324] [325] [326] [327] [328] [329] [330] [331] [332] [333] [334] [335] [336] [337] [338] [339] [340] [341] [342] [343] [344] [345] [346] [347] [348] [349] [350] [351] [352] [353] [354] [355] [356] [357] [358] [359] [360] [361] [362] [363] [364] [365] [366] [367] [368] [369] [370] [371] [372] [373] [374] [375] [376] [377] [378] [379] [380] [381] [382] [383] [384] [385] [386] [387] [388] [389] [390] [391] [392] [393] [394] [395] [396] [397] [398] [399] [400] [401] [402] [403] [404] [405] [406] [407] [408] [409] [410] [411] [412] [413] [414] [415] [416] [417] [418] [419] [420] [421] [422] [423] [424] [425] [426] [427] [428] [429] [430] [431] [432] [433] [434] [435] [436] [437] [438] [439] [440] [441] [442] [443] [444] [445] [446] [447] [448] [449] [450] [451] [452] [453] [454] [455] [456] [457] [458] [459] [460] [461] [462] [463] [464] [465] [466] [467] [468] [469] [470] [471] [472] [473] [474] [475] [476] [477] [478] [479] [480] [481] [482] [483] [484] [485] [486] [487] [488] [489] [490] [491] [492] [493] [494] [495] [496] [497] [498] [499] [500] [501] [502] [503] [504] [505] [506] [507] [508] [509] [510] [511] [512] [513] [514] [515] [516] [517] [518] [519] [520] [521] [522] [523] [524] [525] [526] [527] [528] [529] [530] [531] [532] [533] [534] [535] [536] [537] [538] [539] [540] [541] [542] [543] [544] [545] [546] [547] [548] [549] [550] [551] [552] [553] [554] [555] [556] [557] [558] [559] [560]


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!