الفتوحات المكية

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 531 - من الجزء الرابع (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

والسيرة العادلة ليدوم لك الفضل والنعم ويصرف عنك العذاب والنقم وعرضتك لما هو خير لك وأفضل وأشرف وأعز وأكرم وألذ وأنعم ثم أنت تظن بي ظنون السوء وتتوهم على غير الحق يا عبدي إذا تعذر عليك فعل شي‏ء مما أمرتك به فقل لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم كما قالت حملة العرش لما ثقل عليهم حمله وإذا أصابتك مصيبة فقل إِنَّا لِلَّهِ وإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ كما يقول أهل صفوتي ومودتي وإذا زلت بك القدم في معصيتي فقل ما قال صفيي آدم وزوجته رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ من الْخاسِرِينَ وإذا أشكل عليك أمر وأهمك رأى أو أردت رشدا وقولا صوابا فقل كما قال خليلي إبراهيم الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ والَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي ويَسْقِينِ وإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ والَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ والَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ واجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ في الْآخِرِينَ واجْعَلْنِي من وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ واغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كانَ من الضَّالِّينَ ولا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ ولا بَنُونَ إِلَّا من أَتَى الله بِقَلْبٍ سَلِيمٍ وإذا أصابتك مصيبة فقل كما أعلمتك فيما أنزله عليك من قول يعقوب إِنَّما أَشْكُوا بَثِّي وحُزْنِي إِلَى الله وأَعْلَمُ من الله ما لا تَعْلَمُونَ وإذا جرت منك خطيئة فقل كما قال موسى عليه السلام هذا من عَمَلِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ وإذا صرفت عنك معصية فقل كما قال يوسف عليه السلام وما أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا ما رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ وإذا ابتلاك الله ببلية فافعل ما ذكر الله عن داود عليه السلام فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وخَرَّ راكِعاً وأَنابَ وإذا رأيت العصاة من خلق الله والخاطئين من عباده ولم تدر ما حكم الله فيهم فقل كما قال عيسى عليه السلام إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ وإذا استغفرت الله وطلبت عفوه فقل كما قال ويقول محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم وأنصاره

رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا رَبَّنا ولا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ من قَبْلِنا رَبَّنا ولا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا به واعْفُ عَنَّا واغْفِرْ لَنا وارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ وإذا خفت عواقب الأمور ولم تدر ما ذا يختم لك فقل كما يقولون رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وهَبْ لَنا من لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ رَبَّنا إِنَّكَ جامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ الله لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ

(وصية) في موعظة

دخل محمد بن واسع على بلال ابن أبي بردة في يوم حار وبلال في جيشة وعنده الثلج فقال بلال يا أبا عبد الله كيف ترى بيتنا هذا قال إن بيتك لطيب والجنة أطيب منه وذكر النار يلهي عنه قال ما تقول في القدر قال جيرانك أهل القبور ففكر فيهم فإن فيهم شغلا عن القدر قال ادع لي قال وما تصنع بدعائي وعلى بابك كذا وكذا كل يقول إنك ظلمته يرتفع دعاؤهم قبل دعائي لا تظلم ولا تحتاج إلى دعائي ومن كلام الحسن البصري ما لي أرى رجالا ولا أرى عقولا أرى أناسا ولا أرى أنيسا دخلوا ثم خرجوا عرفوا ثم أنكروا ومن كلامه أيضا رضي الله عنه عجبا لقوم أمروا بالزاد ونودي فيهم بالرحيل وحبس أولاهم على أخراهم وهم قعود يلعبون يا ابن آدم السكين تحد والتنور يسجر والكبش يعلف كفى بالتجارب تأديبا وبتقلب الأيام عظة وبذكر الموت زاجرا عن المعصية ذهبت الدنيا بحال وبالها وبقيت الأيام قلائد في الأعناق إنكم تسوقون الناس والناس تسوقكم وقد أسرع بخياركم فما ذا تنتظرون أ تنتظرون المعاينة فكان قد ومن كلام عمر بن عبد العزيز أن لكل سفر زادا لا محالة فتزودوا لسفركم من الدنيا إلى الآخرة التقوى وكونوا كمن عاين ما أعد الله من ثوابه وعقابه وترغبوا وترهبوا ولا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم فو الله ما يبسط أملا من لا يدري لعله لا يصبح بعد مسائه ولا يمسي بعد صباحه وربما كانت بين ذاك خطفات المنايا فكم رأيتم ورأينا من كان بالدنيا مغترا وإنما تقر عين من وثق بالنجاة من عذاب الله وإنما يفرح من آمن من الأهوال يوم القيامة فأما من لا يداوي كلما إلا أصابه جرح من ناحية أخرى نعوذ بالله أن آمركم بما أنهى عنه نفسي فتخسر صفقتي لقد عنيتم بأمر لو عنت به النجوم لا نكدرت ولو عنيت به الجبال لذابت ولو عنيت به الأرض لتشققت أ ما تعلمون أنه ليس بين الجنة والنار منزلة وإنكم صائرون إلى إحداهما ومن وصاياه في مواعظه رضي الله عنه إن الله عز وجل لم يخلقكم عبثا ولم يدع شيئا من أموركم سدى إن لكم معادا ينزل الله فيه للحكم والقضاء بينكم فخاب وخسر من خرج من رحمة الله‏


مخطوطة قونية
futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة 10757 من مخطوطة قونية
futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة 10758 من مخطوطة قونية
futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة 10759 من مخطوطة قونية
futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة 10760 من مخطوطة قونية
futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة 10761 من مخطوطة قونية
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

الصفحة 531 - من الجزء الرابع (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الوصول السريع إلى [الأبواب]: -
[0] [1] [2] [3] [4] [5] [6] [7] [8] [9] [10] [11] [12] [13] [14] [15] [16] [17] [18] [19] [20] [21] [22] [23] [24] [25] [26] [27] [28] [29] [30] [31] [32] [33] [34] [35] [36] [37] [38] [39] [40] [41] [42] [43] [44] [45] [46] [47] [48] [49] [50] [51] [52] [53] [54] [55] [56] [57] [58] [59] [60] [61] [62] [63] [64] [65] [66] [67] [68] [69] [70] [71] [72] [73] [74] [75] [76] [77] [78] [79] [80] [81] [82] [83] [84] [85] [86] [87] [88] [89] [90] [91] [92] [93] [94] [95] [96] [97] [98] [99] [100] [101] [102] [103] [104] [105] [106] [107] [108] [109] [110] [111] [112] [113] [114] [115] [116] [117] [118] [119] [120] [121] [122] [123] [124] [125] [126] [127] [128] [129] [130] [131] [132] [133] [134] [135] [136] [137] [138] [139] [140] [141] [142] [143] [144] [145] [146] [147] [148] [149] [150] [151] [152] [153] [154] [155] [156] [157] [158] [159] [160] [161] [162] [163] [164] [165] [166] [167] [168] [169] [170] [171] [172] [173] [174] [175] [176] [177] [178] [179] [180] [181] [182] [183] [184] [185] [186] [187] [188] [189] [190] [191] [192] [193] [194] [195] [196] [197] [198] [199] [200] [201] [202] [203] [204] [205] [206] [207] [208] [209] [210] [211] [212] [213] [214] [215] [216] [217] [218] [219] [220] [221] [222] [223] [224] [225] [226] [227] [228] [229] [230] [231] [232] [233] [234] [235] [236] [237] [238] [239] [240] [241] [242] [243] [244] [245] [246] [247] [248] [249] [250] [251] [252] [253] [254] [255] [256] [257] [258] [259] [260] [261] [262] [263] [264] [265] [266] [267] [268] [269] [270] [271] [272] [273] [274] [275] [276] [277] [278] [279] [280] [281] [282] [283] [284] [285] [286] [287] [288] [289] [290] [291] [292] [293] [294] [295] [296] [297] [298] [299] [300] [301] [302] [303] [304] [305] [306] [307] [308] [309] [310] [311] [312] [313] [314] [315] [316] [317] [318] [319] [320] [321] [322] [323] [324] [325] [326] [327] [328] [329] [330] [331] [332] [333] [334] [335] [336] [337] [338] [339] [340] [341] [342] [343] [344] [345] [346] [347] [348] [349] [350] [351] [352] [353] [354] [355] [356] [357] [358] [359] [360] [361] [362] [363] [364] [365] [366] [367] [368] [369] [370] [371] [372] [373] [374] [375] [376] [377] [378] [379] [380] [381] [382] [383] [384] [385] [386] [387] [388] [389] [390] [391] [392] [393] [394] [395] [396] [397] [398] [399] [400] [401] [402] [403] [404] [405] [406] [407] [408] [409] [410] [411] [412] [413] [414] [415] [416] [417] [418] [419] [420] [421] [422] [423] [424] [425] [426] [427] [428] [429] [430] [431] [432] [433] [434] [435] [436] [437] [438] [439] [440] [441] [442] [443] [444] [445] [446] [447] [448] [449] [450] [451] [452] [453] [454] [455] [456] [457] [458] [459] [460] [461] [462] [463] [464] [465] [466] [467] [468] [469] [470] [471] [472] [473] [474] [475] [476] [477] [478] [479] [480] [481] [482] [483] [484] [485] [486] [487] [488] [489] [490] [491] [492] [493] [494] [495] [496] [497] [498] [499] [500] [501] [502] [503] [504] [505] [506] [507] [508] [509] [510] [511] [512] [513] [514] [515] [516] [517] [518] [519] [520] [521] [522] [523] [524] [525] [526] [527] [528] [529] [530] [531] [532] [533] [534] [535] [536] [537] [538] [539] [540] [541] [542] [543] [544] [545] [546] [547] [548] [549] [550] [551] [552] [553] [554] [555] [556] [557] [558] [559] [560]


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!