الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
||
الباب: | فى معرفة أسرار وحقائق من منازل مختلفة |
الصفحة 413 - من الجزء الرابع (عرض الصورة)وإن كان جزاء إلا إن هذا الاسم مقصور على الخلق دون الحق أدبا أدبنا به الحق وقال الإحسان لله فهو المحسن المحسان وإن عاقب فهو المحسن في حق العقوبة لأنه أوجدها فأحسن إليها في إيجادها فما في العالم إلا إحسان فأنت المحسن فيما ظهر عنك وإن كان وجوده عن الحق وقال إذا كان الحق يدك فقد أوجد بك كما تقول أوجد بقدرته وخصص بإرادته ومشيئته فأنت أولى أن تكون آلته فإنه الصانع وهذا هو المشهود ما تشهد الأفعال الإلهية إلا منا أعني العالم [ما عندكم ينفد وما عند الله لا يبعد]ومن ذلك ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وما عند الله لا يبعد من الباب 429 قال الكل عند الله فله البقاء في العدم كان أو الوجود وقال ويَأْخُذُ الصَّدَقاتِ فما نفد من عندك إلا بأخذه منك لو لم يأخذ ما نفد منك فما ثم إلا أنت وهو فأما عندك وإما عنده وأنت عنده فما عندك عنده فما أخذ منك شيئا فما نفد عنك وقال ما في يمينك ما هو في شمالك فنفد عن شمالك وأنت أنت ذو اليمين والشمال ما شمالك ولا يمينك غيرك فصدق ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ فإن الشمال ما تعرف من بعض الناس ما تتصدق به اليمين ورد في الخبر في الرجل الذي هو أقوى من الريح أنه الذي يتصدق بيمينه فيخفيها عن شماله ففرق بين اليمين والشمال والذات واحدة [من أسنى الذخائر تعظيم الشعائر]ومن ذلك من أسنى الذخائر تعظيم الشعائر من الباب 43و< قال الشعائر ما دق لو خفي من الدلائل وأخفاها وأدقها في الدلالة الآيات المعتادة فهي المشهودة المفقودة والمعلومة المجهولة فانظر ما أعجب هذا وقال ما يقوم بحق العظيم إلا من عظمه باستمرار الصحبة لا من عظمه عند ما فجئه ذلك تعظيم الجاهل وقال الرؤية حجاب لما يسقط بها من تعظيم المرئي عند الرائي وقال من عاين الخلق الجديد لم يزل معظما للشعائر الإلهية ومن عاين تنوع التجلي في كل تجل لم يزل معظما لله أبدا لأنه اختلف عليه الأمر في عين واحدة وقال لما كان الحكم للأحوال لذلك من شاهدها لم يزل معظما فإنها تتجدد عنده في كل لحظة فهو في ابتداء أبدا [الإسلام والايمان مقدمتا الإحسان]ومن ذلك الإسلام والايمان مقدمتا الإحسان من الباب 431 قال الايمان له التقدم والإسلام قال والألم يقبل فهذا شفع قد ظهر والختام للوتر فأوتره الإحسان فأول الأفراد الثلاثة وقال حضرة الفرد الذات والصفات والأفعال وأريد بالصفات الأسماء فهذه ثلاثة وقال الايمان تصديق فلا يكون إلا عن مشاهدة الخبر في التخيل فلا بد من الإحسان والإسلام انقياد والانقياد لا يكون إلا لمن علم أن يد الحق بناصيته فانقاد طوعا فإن لم يحس أي يشعر انقاد كرها والإحسان أن تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك وقال ما جزا من رآك أ لا تراه *** وهو الحق ليس ثم سواه فهو الرأي إذ رأيت كما هو *** من رأينا فهو وما هو ما هو [الضنائن خواتن]ومن ذلك الضنائن خواتن من الباب 432 قال نفوس العارفين حُورٌ مَقْصُوراتٌ في خيام كنفه ضنائن مصانون في العوائد يعرفون وينكرون وقال عنهم تكون الانفعالات الإلهية في الأكوان فهي لهم كالولادة لأهل الرجل ورد في الخبر بهم تنصرون فولدوا النصر وبهم تمطرون فولدوا الغيث وبهم ترزقون فولدوا الرزق فسم عبد النصير وعبد المغيث وعبد الرزاق وهكذا ما بقي وقال الكد على العائلة والسعي على الأهل وأوجبه نفسك ثم زوجك ثم ولدك ثم خادمك هذا عين قوله كُلَّ يَوْمٍ هُوَ في شَأْنٍ فلنفسه لما يسبح بحمده وخلقه لعبادته وفي شأن أهله لما تمس حاجتهم إليه ولما تولد عنهم لذلك بعينه فتدبر ما أنعم الله عز وجل به عليك [إثبات العلة نحلة]ومن ذلك إثبات العلة نحلة من الباب 433 قال العلة وإن اقتضت المعلول لذاتها فلها التقدم بالرتبة وإن ساوقها المعلول في الوجود فما ساوقها في الوجوب الذاتي النفسي فإذا عقلت هذا فلا تبال إلا أن يمنعك الأدب وقال ما هرب من هرب إلى القول بالشرط إلا من الخوف من مساوقة الوجود وما علم إن الموجود له حكم الوجود سواء تأخر أو تقدم بخلاف الوجوب النفسي فإنه له وليس لك فكان الله فيه ولا شيء معه فيه ولا يكون بخلاف الوجود فلو قلت كان الله ولا شيء معه لم تقل وهو الآن وهو ولا شيء لوجود الأشياء وفي الوجوب الذاتي تقول في كل حال كان الله ولا شيء وهو الآن ولا شيء فقد علمت الفارق فقل شرطا أو علة إلا أن تمنع شرعا [حب الجزاء عن حب الاعتناء]ومن ذلك حب الجزاء عن حب الاعتناء من الباب 434 قال حب المخلوق خالقه محصور بين حب الله الذي أوجب له أن يحبه وحب جزاء محبته فهو محفوظ عليه وجوده وقال علامة |
|
||||||||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |