المكتبة الأكبرية: القرآن الكريم: سورة الإخلاص: [الآية 4]
سورة الإخلاص | ||
تفسير الجلالين:
تفسير الشيخ محي الدين:
لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3)
[ " لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ " الآية :]
-الوجه الأول -فنفى الوالد والولد
- الوجه الثاني -من قوله تعالى «لَمْ يَلِدْ» فيه تنزيه الذات ، فلا يصح أن يكون علة لمعلول ، ولا شرطا لمشروط ، ولا حقيقة لمحقق ، ولا دليلا لمدلول ، ولا سيما وقد قال سبحانه «لَمْ يَلِدْ» مطلقا وما قيد ، فلو كان حقيقة لولد محققا ،
ولو كان دليلا لولد مدلولا ، ولو كان علة لولد معلولا ، ولو كان شرطا لولد مشروطا «وَلَمْ يُولَدْ» فهو تعالى منزه عن أن يكون وجوده معلولا لعلة تتقدمه في الرتبة ، أو مشروطا بشرط متقدم ، أو محققا لحقيقة حاكمة ، أو مدلولا لدليل يربطه به وجه الدليل ،
فهو تعالى عن المناسبة ، فالمناسبة بين الخلق والحق غير معقولة ولا موجودة ، فلا يكون عنه شيء من حيث ذاته ، ولا يكون عن شيء من حيث ذاته ، وكل ما دل عليه الشرع أو اتخذه العقل دليلا إنما متعلقة الألوهة لا الذات ،
واللّه من كونه إلها هو الذي يستند إليه الممكن لإمكانه ، فهو سبحانه المستند المجهول ، الذي لا تدركه العقول ، ولا تفصل إجماله الفصول ،
ولو وقف العاقل من المؤمنين على معنى قوله تعالى في كتابه «وَلَمْ يُولَدْ» وعلم أن ما أنتجه العقل من فكره بتركيب مقدمتيه أن تلك النتيجة للعقل عليها ولادة ،
وأنها مولودة عنه ، وهو قد نفى أن يولد ، فأين الإيمان ؟
وليس المولود إلا عينه ، بخلاف ما إذا أنتج العقل نسبة الأحدية له ، فما معقولية الأحدية للواحد عين من نسبت إليه الأحدية ، فللعقل على الأحدية ولادة ، وعلى الاستناد إليه ولادة ، وعلى كل لا يكون له على عينه ولادة ، فأما هويته وحقيقته فما للعقل عليها ولادة ، وقد نفى ذلك بقوله «وَلَمْ يُولَدْ» ومن هنا تعرف أن كل عاقل له في ذات اللّه مقالة إنما عبد ما ولده عقله ، فإن كان مؤمنا كان طعنا في إيمانه ، وإن لم يكن مؤمنا فيكفيه أنه ليس بمؤمن ، ولا سيما بعد بعثة محمد صلّى اللّه عليه وسلّم العامة ، وبلوغها إلى جميع الآفاق :
إنما اللّه إله واحد *** ودليلي قل هو اللّه أحد
فإذا ما تهت في أسمائه *** فاعلم أن التيه من أجل العدد
يرجع الكل إليه كلما *** قرأ القارئ اللّه الصمد
لم يلد حقا ولم يولد ولم *** يك كفوا للإله من أحد
فيحار العقل فيه عندما *** يغلب الوهم عليه بالمدد
ثم يأتيه مشدا أزل *** جاء في الشرع ويتلوه أبد
وبنا كان له الحكم به *** فإذا زلنا فكون ينفرد
فالحق تعالى له الوحدة المطلقة ، وهو الواحد الأحد ، اللّه الصمد ، لم يلد فيكون مقدمة ، ولم يولد فيكون نتيجة ، فإنه لو أن العقل يدرك الحق حقيقة بنظره ودليله ويعرف ذاته لكان مولدا عن عقله بنظره ، فلم يولد سبحانه للعقول كما لم يولد في الوجود ، ولم يلد بإيجاده الخلق لأن وجود الخلق لا مناسبة بينه وبين وجود الحق ، والمناسبة تعقل بين الوالد والولد ، إذ كل مقدمة لا تنتج غير مناسبها ، ولا مناسبة بين اللّه وبين خلقه إلا افتقار الخلق إليه في إيجادهم ، وهو الغني عن العالمين .
لذا منع الرحمن في وحيه على *** لسان رسول اللّه في ذاته النظر
فقال ولا تقف الذي لست عالما *** به فيكون الناظرون على خطر
فلم يولد الرحمن علما ولم يلد *** وجودا فحقق من نهاك ومن أمر
فقوله تعالى «لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ» تنزيه الذات ، فلا تتعلق ولا يتعلق بها ، ولذلك قال تعالى :
[سورة الإخلاص (112) : آية 4]
وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ (4)
[ «وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ» الآية : ]
فيكون به وجود العالم نتيجة عن مقدمتين ، عن الحق والكفوء ، تعالى اللّه ، وبهذا وصف نفسه سبحانه في كتابه لما سئل النبي صلّى اللّه عليه وسلّم عن صفة ربه ، فنزلت سورة الإخلاص تخلصت من الاشتراك مع غيره تعالى اللّه في تلك النعوت المقدسة والأوصاف
- الوجه الثاني - «وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ» فنفى الصاحبة كما نفى الشريك بقوله (لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا) فنفى المماثل الذي لو ثبت صح أن يكون العالم بينهما ،
فما هو لنا أب ولا نحن أبناء له ، بل هو الرب ونحن العبيد ، فيطلبنا عبيدا ونطلبه سيدا ،
وربما يتوهم من لا معرفة له بالحقائق أنه لو وجدت الكفاءة جاز وقوع الولد بوجود الصاحبة التي هي كفؤ ، فليعلم أن الكفاءة مشروعة لا معقولة ،
والشرع إنما لزمها من الطرف الواحد لا من الطرفين ، فمنع المرأة أن تنكح ما ليس لها بكفء ، ولم يمنع الرجل أن ينكح ما ليس بكفء له ، ولهذا له أن ينكح أمته بملك اليمين ، وليس للمرأة أن ينكحها عبدها ، والحق ليس
ص556
بمخلوق ، وهو الوالد لو كان له ولد ، والكفاءة من جهة الصاحبة لا تلزم ، فارتفع المانع لوجود الولد لعدم الكفاءة ، بل لما تستحقه الذات من ارتفاع النسب والنسب ، ولما تستحقه أحدية الألوهية ، إذ الولد شبيه بأبيه ، وبهذا يبطل مفهوم من حمل (مَا اتَّخَذَ صاحِبَةً وَلا وَلَداً) على جواز ذلك إذا كان متخذا ، وكان المفهوم منه نفي الكفء والمثل ما ذكرناه ،
وهذه السورة اختارها الحق تعالى لأنها مخصوصة به ، ليس فيها ذكر كون من الأكوان ، إلا أحدية كل أحد أنها لا تشبه أحديته تعالى خاصة ، فافتتح السورة بأحديته وختمها بأحدية المخلوقين ،
فأعلم أن الكائنات مرتبطة به ارتباط الآخر بالأول لا ارتباط الأول بالآخر ، فإن الآخر يطلب الأول والأول لا يطلب الآخر ، فهو الغني عن العالمين من ذاته ، ويطلب الآخر من مسمى اللّه المنعوت بالأحدية ،
وهذه هي الأحدية المتأخرة التي هي مع ارتباطها بالأول لا تماثلها ، لكونها تطلبه ولا يطلبها (أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) ولذلك سميت هذه السورة بسورة الإخلاص ، فإنها كلها نسب اللّه وصفته ، وهي عين مجموع العالم ،
وإن العالم مع كونه هو الحق المبين من حيث مجموعه لا من حيث جزء جزء منه ، تخلص النسب للّه من حيث ذاته ، فهذا المجموع هو في الحق عين واحدة ، وهو في العالم عين الحق المبين ، فهذه السورة خلصت الحق من التشبيه كما خلصته من التنزيه ،
فإن سر الإخلاص هو سر القدر الذي أخفى اللّه علمه عن العالم ، لا بل عن أكثر العالم ،
فميز الأشياء بحدودها ، فهذا معنى سر القدر ، فإنه التوقيف عينه ، وبه تميزت الأشياء ، وبه تميز الخالق من المخلوق ، والمحدث من القديم ، فتميز المحدث بنعت ثابت يعلم ويشهد ، وما تميز القديم من المحدث بنعت ثبوتي يعلم ، بل تميز بسلب ما تميز به المحدث عنه لا غير ، فهو المعلوم سبحانه المجهول ، فلا يعلم إلا هو ، ولا يجهل إلا هو ، فسبحان من كان العلم به عين الجهل به ، وكان الجهل به عين العلم به ، وأعظم من هذا التمييز لا يكون ،
ولا أوضح منه لمن عقل واستبصر ، ولذلك لما قالت طائفة من الأمة اليهودية لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم [ انسب لنا ربك ] فنسبه لمجموع العالم بما نزل عليه من اللّه تعالى في ذلك ،
فقيل له «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» فنعته بالأحدية ، ولكل جزء من العالم أحدية تخصه لا يشارك فيها ، بها يتميز ويتعين عن كل ما سواه مع ما له من صفات الاشتراك ، ثم قيل له «اللَّهُ الصَّمَدُ» وهو الذي يصمد إليه في الأمور : أي يلجأ ، والأسباب الموضوعة كلها في العالم يلجأ إليها ، ولهذا سميت
أسبابا لتوصل مسبباتها إلى الصمد الأول الذي إليه تلجأ الأسباب «لَمْ يَلِدْ» إذ العقيم الذي لا يولد له ، وبهذه الصفة نعت الريح العقيم ، لأنه من الرياح ما هي لواقح ومنها ما هي عقيم «وَلَمْ يُولَدْ» آدم عليه السلام ، فإن الولادة معلومة عند السائلين ، فخوطبوا بما هو معلوم عندهم «وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ» أراد بالكفو هنا الصاحبة ،
لأجل مقال من قال إن (الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ) و (عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ) والكفاءة المثل ،
والمرأة لا تماثل الرجل أبدا ، فإن اللّه يقول (وَلِلرِّجالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ) فليست له بكفو ، فإن المنفعل ما هو كفو لفاعله ،
والعالم منفعل عن اللّه فما هو كفو للّه ، وحواء منفعلة عن آدم ، فله عليها درجة الفاعلية فليست له بكفو من هذا الوجه ، ولذلك سميت هذه السورة سورة الإخلاص ،
أي خلص الحق للعالم من التنزيه الذي يبرهن عليه العقل ، وخلصه من العالم بمجموع هذه الصفات في عين واحدة ، وهي أعني هذه الصفات مفرقة في العالم لا يجمعها عين واحد ، فإن آدم عليه السلام أكمل صورة ظهرت في العالم ومع هذا نقصه «لَمْ يَلِدْ» فإنه أحد صمد لم يولد ولم تكن له حواء كفوا ،
فخلصت هذه السورة الحق من التشبيه كما خلصته من التنزيه ، فالحمد للّه العظيم جلاله لظهور جماله ، القريب في دنوه ، الرقيب في سموه ، ذو العزة والسناء ، والعظمة والكبرياء ، الذي جلت ذاته أن تشبه الذوات ، وتعالت عن الحركات والسكنات ، والحيرة والالتفات ، وعن درك الإشارات والعبارات ، كما جلت عن التكييف والحدود ، وعن النزول بالحركة والصعود ، وعن الاستواء المماس للمستوى عليه والقعود ، وعن الهرولة لطلب المقصود ، وعن التبشش المعهود ، للقاء المفقود ، إذا صح منه المقصود ، كما جلت أن تفصّل أو تجمل ، أو يقوم بها ملل ، أو تتغير باختلاف الملل ، أو تلتذ أو تتألم بالعمل ، أو توصف بغير الأزل ، كما جلت عن التحيز والانقسام ، أو يجوز عليها ما تتصف به الأجسام ، أو تحيط بكنه حقيقتها الأفهام ، أو تكون كما تكيّفها الأوهام ،
أو تدرك على ما هي عليه في اليقظة أو المنام ، أو تتقيد بالأماكن والأيام ، أو يكون استمرار وجودها بمرور الشهور عليها أو الأعوام ، أو يكون لها الفوق أو التحت أو اليمين أو الشمال أو الخلف أو الأمام ، أو تضبط جلالها النهى أو الأحلام ، كما جلت أن تدركها العقول بأفكارها ، أو أرباب المكاشفات بأذكارها ، أو حقائق العارفين بأسرارها ، والوجوه بأبصارها ، على ما يعطيه جلال مقدارها ، لأنها جلّت عن القصر خلف حجبها وأستارها ، فهي لا تدرك في
غير أنوارها ، كما جلت أن تكون على صورة الإنسان ، أو تفقد من وجود الأعيان ، أو ترجع إليها حالة لم تكن عليها من خلقها الأكوان ، أو تكون في تقييد ظرفية السوداء الخرساء وإن ثبت لها بها الإيمان ، أو تتحيز بكونها تتجلى في العيان ، أو ينطلق عليها الماضي أو المستقبل أو الآن ، كما جلت أن تقوم بها الحواس ، أو يقوم بها الشك والالتباس ، أو تدرك بالمثال أو القياس ، أو تتنوع كالأجناس ، أو يوجد العالم طلبا للإيناس ، أو يكون ثالث ثلاثة للجلّاس ، كما جلت عن الصاحبة والولد ، أو يكون لها كفؤا أحد ، أو يسبق وجودها عدم ، أو توصف بجارحة اليد الذراع والقدم ، أو يكون معها غيرها في القدم ، كما جلت عن الضحك والفرح المعهودين بتوبة العباد ، وعن الغضب والتعجب المعتاد ، وعن التحول في الصور ، كما يكون في البشر ، فسبحانه من عزيز في كبريائه ، وعظيم في بهائه ، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
(113) سورة الفلق مكيّة
------------
(3) الفتوحات ج 3 / 34 - ج 2 / 580 - ج 3 / 310 ، 465 - ج 1 / 291 ، 415 - ج 3 / 371 - ج 1 / 415تفسير ابن كثير:
ال مجاهد : ( ولم يكن له كفوا أحد ) يعني : لا صاحبة له .
وهذا كما قال تعالى : ( بديع السماوات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شيء ) [ الأنعام : 101 ] أي : هو مالك كل شيء وخالقه ، فكيف يكون له من خلقه نظير يساميه ، أو قريب يدانيه ، تعالى وتقدس وتنزه . قال الله تعالى : ( وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا إدا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا لقد أحصاهم وعدهم عدا وكلهم آتيه يوم القيامة فردا ) [ مريم : 88 - 95 ] وقال تعالى : ( وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ) [ الأنبياء : 26 ، 27 ] وقال تعالى : ( وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون سبحان الله عما يصفون ) [ الصافات : 158 ، 159 ] وفي الصحيح - صحيح البخاري - : " لا أحد أصبر على أذى سمعه من الله ، إنهم يجعلون له ولدا ، وهو يرزقهم ويعافيهم " .
وقال البخاري : حدثنا أبو اليمان ، حدثنا شعيب ، حدثنا أبو الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " قال الله عز وجل : كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك ، وشتمني ولم يكن له ذلك ، فأما تكذيبه إياي فقوله : لن يعيدني كما بدأني ، وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته ، وأما شتمه إياي فقوله : اتخذ الله ولدا ، وأنا الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد " .
ورواه أيضا من حديث عبد الرزاق ، عن معمر ، عن همام بن منبه ، عن أبي هريرة ، مرفوعا بمثله . تفرد بهما من هذين الوجهين .
آخر تفسير سورة " الإخلاص "
تفسير الطبري :
التفسير الميسّر:
تفسير السعدي
{ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ } لا في أسمائه ولا في أوصافه، ولا في أفعاله، تبارك وتعالى.
فهذه السورة مشتملة على توحيد الأسماء والصفات.
تفسير البغوي
(ولم يكن له كفوا أحد ) قرأ حمزة وإسماعيل : " كفؤا " ساكنة الفاء مهموزا ، وقرأ حفص عن عاصم بضم الفاء من غير همز ، وقرأ الآخرون بضم الفاء مهموزا ، وكلها لغات صحيحة ، [ ومعناه ] المثل ، أي : هو أحد .
وقيل : هو التقديم والتأخير ، مجازه : ولم يكن له أحد كفوا أي مثلا .
قال مقاتل : قال مشركو العرب : الملائكة بنات الله ، وقالت اليهود : عزير ابن الله ، وقالت النصارى : المسيح ابن الله ، فأكذبهم الله ونفى عن ذاته الولادة والمثل .
أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، حدثنا محمد بن إسماعيل ، حدثنا أبو اليمان ، أخبرنا شعيب عن الزهري ، أخبرنا أبو الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " قال الله تعالى : كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك ، وشتمني ولم يكن له ذلك ، فأما تكذيبه إياي فقوله : لن يعيدني كما بدأني ، وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته . وأما شتمه إياي فقوله : اتخذ الله ولدا ، وأنا الأحد الصمد الذي لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفوا أحد " .
أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد السرخسي أخبرنا أبو علي زاهر بن أحمد ، أخبرنا أبو إسحاق الهاشمي ، أخبرنا أبو مصعب عن مالك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة الأنصاري عن أبيه ، عن أبي سعيد الخدري أن رجلا سمع رجلا يقرأ : " قل هو الله أحد " ويرددها ، فلما أصبح أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر ذلك له ، وكأن الرجل يتقالها ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن .
أخبرنا أبو سعيد الشريحي ، أخبرنا أبو إسحاق الثعلبي ، أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن الأصفهاني ، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس ، حدثنا يونس بن حبيب ، حدثنا أبو داود الطيالسي ، حدثنا شعبة عن قتادة : سمعت سالم بن أبي الجعد يحدث عن معدان بن أبي طلحة عن أبي الدرداء أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة " ؟ قلت : يا رسول الله ومن يطيق ذلك ؟ قال : اقرأوا قل هو الله أحد " .
وأخبرنا أبو الحسن السرخسي ، أخبرنا زاهر بن أحمد ، أخبرنا أبو إسحاق الهاشمي ، أخبرنا أبو مصعب عن مالك ، عن عبيد الله بن عبد الرحمن عن عبيد بن جبير مولى زيد بن الخطاب أنه قال : سمعت أبا هريرة يقول : أقبلت مع رسول الله فسمع رجلا يقرأ " قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد " فقال رسول الله : " وجبت " فسألته : ماذا يا رسول الله ؟ فقال : " الجنة " . فقال أبو هريرة : فأردت أن أذهب إلى الرجل فأبشره ، ثم فرقت أن يفوتني الغداء مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فآثرت الغداء ، ثم ذهبت إلى الرجل فوجدته قد ذهب .
أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري ، أخبرنا حاجب بن أحمد الطوسي ، حدثنا عبد الرحيم بن منيب ، حدثنا يزيد بن هارون ، حدثنا المبارك بن فضالة عن ثابت ، عن أنس قال : قال رجل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إني أحب هذه السورة : " قل هو الله أحد " : قال : " حبك إياها أدخلك الجنة " .
الإعراب:
(وَلَمْ يَكُنْ) الواو حرف عطف ومضارع ناقص مجزوم بلم (لَهُ) متعلقان بكفوا (كُفُواً) خبر يكن مقدم (أَحَدٌ) اسمه المؤخر. والجملة معطوفة على ما قبلها.