في معرفة النفس بفتح الفاء
وهو الباب 198 من الفتوحات المكية
[أن كل ما سوى الله فإنه معلول بالذات صحيح بالعرض]
![]() |
![]() |
[91] - [أن كل ما سوى الله فإنه معلول بالذات صحيح بالعرض]
اعلم أيدك الله أن كل ما سوى الله فإنه معتل بالذات صحيح بالعرض فإن الصحة تعرض للمحدث إذا أحبه الله حب سبب كحبه لأصحاب التقرب بالنوافل فيكون الحق سمعهم وبصرهم فيزول عنه المرض والاعتلال ويصح فينفذ بصره في كل مبصر وسمعه في كل مسموع وأما الصحيح بالذات المعتل بالعرض فهو
الذي يرى أن الوجود ليس سوى عين الحق فهو من حيث عينه لا تقوم به العلل غير أنه لما ظهر في أعين الناظرين إليه في صور مختلفة حكمت عليه بذلك أحكام أعيان الممكنات ظهر معتلا بحكم العرض الذي عرض لا عين الناظرين إليه وهو في نفسه على ما هو عليه كما يعرض للنور في عين الناظر صور الألوان وهو في نفسه غير متلون فهذا قد عاد الصحيح معتلا وأما الاعتماد على الكنايات لأنها أعرف المعارف والاعتماد لا يكون إلا على معروف لأجل التعيين فلو كان منكرا لم يتميز ولم يتعين فيكون الاعتماد على غير معتمد والأسماء لا تقوى قوة الكنايات فلا يخيب المعتمد على الكنايات وقد يخيب المعتمد على الأسماء لأنها لا تقوى قوة الكنايات في المعرفة وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة لأنه لا يتغير والأسماء قد تنتقل وتستعار فمن اعتمد على الاسم في حال كونه معارا أو منتقلا يخيب المعتمد عليه فالمستعار كالاشتعال الذي هو اسم مخصوص نعت من نعوت أحوال النار المركبة فاستعير للشيب في قوله واشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وأما الانتقال فمثل قوله جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فنقل اسم المريد لمن ليس من شأنه أن يريد فإن اعتمد على هذا الاسم في حال نقله خاب المعتمد عليه والكنايات ليست كذلك ولها فتوح المكاشفة بالحق وفتوح الحلاوة في الباطن كما للأسماء فتوح العبارة
![]() |
![]() |





