في معرفة النفس بفتح الفاء
وهو الباب 198 من الفتوحات المكية
[إن الخبر الصادق إذا لم يكن حكما لا يدخله نسخ]
![]() |
![]() |
[88] - [إن الخبر الصادق إذا لم يكن حكما لا يدخله نسخ]
اعلم أن هذا الباب ما نفس الله به عن عباده وهو نفس الرحمن فإن الخبر الصدق إذا لم يكن حكما لا يدخله نسخ وقد ورد بطريق الخبر الوعد والوعيد فجاء نفس الرحمن بثبوت الوعد ونفوذه والتوقف في نفوذ الوعيد في حق شخص شخص وذلك لكون الشريعة نزلت بلسان قوم الرسول صلى الله عليه وسلم فخاطبهم بحسب ما تواطئوا عليه فمما تواطئوا عليه في حق المنعوت بالكرم والكمال إنفاذ الوعد وإزالة حكم الوعيد فقال أهل اللسان في ذلك على طريق المدح
وإني إذا أوعدته أو وعدته *** لمخلف إيعادى ومنجز موعدي
وقد ورد في الصحيح ليس شيء أحب إلى الله من أن يمدح
والمدح بالتجاوز عن المسيء غاية المدح فالله أولى به تعالى والصدق في الوعد مما يتمدح به قال تعالى فَلا تَحْسَبَنَّ الله مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ فذكر الوعد وأخبر عن الإيعاد في تمام الآية بقوله إِنَّ الله عَزِيزٌ ذُو انتِقامٍ وقال في الوعيد بالمشيئة وفي الوعد بنفوذه ولا بد ولم يعلقه بالمشيئة في حق المحسن لكن في حق المسيء علق المشيئة بالمغفرة والعذاب فيعتمد على وعد الله فلا ظهور له إلا بوجود ما وعد به وهو بعد ما وجد والاعتماد عليه لا بد منه لما يعطيه التواطؤ في اللسان وصدق الخبر الإلهي بالدليل والله عند ظن عبده به فليظن به خيرا والظن هنا ينبغي أن يخرج مخرج العلم كما ظهر ذلك في قوله عَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا ... وظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ من الله إِلَّا إِلَيْهِ أي علموا وتيقنوا وقال أهل اللسان في ذلك
فقلت لهم ظنوا بالغي مدجج
أي تيقنوا
![]() |
![]() |





