الفتوحات المكية

في معرفة النفس بفتح الفاء

وهو الباب 198 من الفتوحات المكية

[ظهور أعلى مراتب إلهية في الإنسان‏]

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


[71] - [ظهور أعلى مراتب إلهية في الإنسان‏]

اعلم أن المراتب كلها إلهية بالأصالة وظهرت أحكامها في الكون وأعلى رتبة إلهية ظهرت في الإنسان الكامل فأعلى الرتب رتبة الغني عن كل شي‏ء وتلك الرتبة لا تنبغي إلا لله من حيث ذاته وأعلى الرتب في العالم الغني بكل شي‏ء وإن شئت قلت الفقر إلى كل شي‏ء وتلك رتبة الإنسان الكامل فإن كل شي‏ء خلق له ومن أجله وسخر له لما علم الله من حاجته إليه فليس له غنى عنه والحاجة لا تكون إلا لمن بيده قضاؤها وليس إلا الله الذي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْ‏ءٍ فلا بد أن يتجلى لهذا الإنسان الكامل في صورة كل شي‏ء ليؤدي إليه من صورة ذلك الشي‏ء ما هو محتاج إليه وما يكون به قوامه ولما اتصف الله لعباده بالغيرة أظهر حكمها فأبان لهم أنه المتجلي في صورة كل شي‏ء حتى لا يفتقر إلا إليه خاصة فقال عز وجل يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى الله فافهم وتحقق ركون الناس إلى صور الأسباب وافتقارهم إليها وأثبت الله افتقار الناس إليه لا إلى غيره ليبين لهم أنه المتجلي في صور الأسباب وأن الأسباب التي هي الصور حجاب عنه ليعلم ذلك العلماء لعلمهم بالمراتب‏


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!