أي المصدقين بقولك ﴿لَنْ تَرٰانِي﴾ [الأعراف:143] فإنه ما نزل هذا القول ابتداء إلا علي فإنا أول المؤمنين به ثم يتبعني في الايمان به من سمعه إلى يوم القيامة فما ظهر لطالب الرؤية و لا للجبل لأنه لو رآه الجبل أو موسى لثبت و لم يندك و لا صعق فإنه تعالى الوجود فلا يعطي إلا الوجود لأن الخير كله بيديه و الوجود هو الخير كله فلما لم يكن مرئيا أثر الصعق و الاندكاك و هي أحوال فناء و الفناء شبيه بالعدم و الحق لا يعدم عدم العين و لكن يكون عنه العدم الإضافي و هو الذهاب و الانتقال فينقلك أو يذهبك من حال إلى حال مع وجود عينك في الحالين من مكان إلى مكان مع وجود عينك في كل واحد منهما و بينهما و هو قوله ﴿إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ﴾ [النساء:133] ... ﴿وَ يَأْتِ بِآخَرِينَ﴾ [النساء:133] فالإتيان بصفة القدرة و الذهاب بالإرادة من حيث ما هو ذهاب خاصة و هذه التفاصيل في غير مفصل لا يكون و ليس من شأن المفصل الوجود فإنا نفصل المعدوم إلى محال و إلى ممكن مع كونه معدوما و بقي الكلام فيمن يفصله و الكلام عليه مثل الكلام في الرائي و المرئي و قد تقدم فما ذا نقول أو ما نعول عليه فرأينا أن نترك الأمر على حاله كان ما كان إذ الأغراض حاصلة و الإدراكات واقعة و اللذات حاكمة و الشهود دائم و النعيم به قائم و دع يكون ما يكون من عدم أو وجود أو حق أو خلق بعد أنه لا ينقصنا شيء مما نحتاج إليه لا نبالي و لو وقع الإخبار الإلهي لكان الكلام فيه و النظر على ما هو عليه الآن لا يزيد الأمر و لا ينقص فإنه إذا ورد فلا بد من سمع يتعلق به ذلك الخطاب و فهم و مدلول و متكلم و سامع و هذا عين ما كنا فيه فترك ذلك أولى و نقول ما يقول كل قائل فإن الأمر كله عين واحدة في الحيرة في ذلك فكله صدق ما هو باطل فإنه واقع في الذهن و في العين و في جميع الإدراكات فالجنوح إلى السلم أولى بالإنسان ف
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية