
كتاب محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار
للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
![]() |
![]() |
حكاية
قال إبراهيم بن سعيد: كنت عند المأمون يوم نوروز، فجاء الناس بهدايا، فأمر بردّه استحقارا لها، فردّت الهدايا. وكانت في المهديين امرأة معها هدية، ولها رقعة مكتوب فيها:
لم ترنا نهدي إلى الله ما له وإن كان عنه ذا غنى فهو قابله
ولكننا نهدي إلى من نحبه على قدرنا لا نحو ما قد يشاكله
قال: فأمر المأمون بقبول الهدايا.
حديث مرفوع، رفعه عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز إلى أبي هريرة قال:
بينم النبي صلى الله عليه وسلم جالس في أحفل ما يكون من أصحابه، إذ أقبل إليه أعرابي من بني سليم باكيا.فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما يبكيك يا أخا بني سليم؟» ، قال: إني ربما قمت في صلاتي فيأخذني الهذيان، وربما نمت فتأخذني الفكرة في منامي، وربما أخذتني الوسوسة حتى كادت تفسد عليّ ديني.
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «يا سلمي، هذا عمل إبليس لعنه الله. ألا أعلمك تسعة عشر اسما علّمنيها رب العالمين حين أسري بي إلى السماء السابعة؟ أربعة منها مكتوبة على جبهة إسرافيل. وأربعة مكتوبة على جبهة ميكائيل. وأربعة مكتوبة على جبهة جبريل. وأربعة مكتوبة على جبهة عزرائيل. وثلاثة مكتوبة على جبهة الناموس الأكبر، و هو أحد حملة العرش، جناح له في المشرق، وجناح له في المغرب. وعنقه مثنيّة تحت قائمة العرش، لو أمره الجبار أن يلتقم السموات وما بينهنّ وما فيهنّ وما عليهنّ كان أهون عليه من طرفة عين» .
قال: بلى يا رسول الله، . فقال: «يا أخا بني سليم، إنها تسعة عشر اسما ما دعا بهنّ مهموم إلا فرّج الله عنه همّه، ولا مغموم إلا فرّج الله عنه غمّه، ولا غائب إلا ردّه الله عز وجل، ولا مريض إلا شفاه الله تعالى، ولا مديون إلا قضى الله دينه. و لم تكن هذه الأسماء في منزل إلا طرد الله عنه إبليس وجنوده. فإذا أمسيت وأصبحت فقل:
اللهمّ إني أسألك يا رحمن يا رحيم، ويا جار المستجيرين، ويا أمان الخائفين، ويا عماد من لا عماد له، ويا سند من لا سند له، ويا ذخر من لا ذخر له، ويا حرز الضعفاء، و يا عظيم الرجاء، ويا منقذ الهلكى، ويا منجّي الغرقى، ويا محسن، ويا مجمل، و يا منعم، ويا مفضل، ويا عزيز.
أنت الذي سجد لك سواد الليل، وضوء النهار، وشعاع الشمس، وهفيف الشجر، ودويّ النحل، و نور القمر.
يا الله يا الله يا الله لا شريك لك. أسألك أن تصلّي على محمد وعلى آل محمد، ثم تدعو حاجتك» .
![]() |
![]() |