كتاب محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار
للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
![]() |
![]() |
همة عليّة ويد علوية
روينا من حديث أحمد بن محمد الواسطي، عن أبي حسق، عن خلف بن تميم، قال التقى إبراهيم بن أدهم: وشقيق بمكة، فقال إبراهيم: لشقيق، ما بدء أمرك الذي بلغك هذا؟ قال: مررت ببعض الفلوات فرأيت طيرا مكسور الجناحين في فلاة من الأرض، فقلت: أنظر من أين يرزق هذا؟ فقعدت بحذائه، فإذا أنا بطير قد أقبل في منقاره جرادة، فوضعها في منقار الطير المكسور الجناحين. فقلت لنفسي: يا نفس، إن الذي قيّض هذا الطير الصحيح لهذا الطير المكسور الجناحين في فلاة من الأرض هو قادر أن يرزقني حيث كنت، فتركت التكسّب و اشتغلت بالعبادة. فقال إبراهيم: يا شقيق، ولم لا تكون أنت الطير الصحيح الذي أطعم العليل حتى تكون أفضل منه؟ أما سمعت عن النبي صلى الله عليه وسلم: «اليد
العلي خير من اليد السفلى. ومن علامة المؤمن أن يطلب أعلى الدرجتين في أموره كلها حتى يبلغ منازل الأبرار» . قال: فأخذ بيد إبراهيم فقبّلها، وقال: أنت أستاذنا يا أب إسحاق.
![]() |
![]() |





