
أسرار الفتوحات المكية
وهو الباب 559 الذي لخص فيه الشيخ الأكبر موسوعة الفتوحات المكية وأسرار أبوابها الخمسمائة والستين
الباب التاسع والخمسين وخمسمائة من الفتوحات (ج4: ص326-444)، وهو يمثل السفرين الرابع والثلاثين والخامس والثلاثين وفق مخطوطة قونية، وهو يتحدث عن أسرار أبواب الفتوحات، وهناك مخطوطات لهذا الكتاب بعنوان: منتخب من أسرار الفتوحات المكية، أو: ملخص أسرار الفتوحات. فهذا الباب، أو الكتاب، يمثّل خلاصة أبواب الكتاب كلّها، وقد خصّ الشيخ كل باب بعبارة مختصرة تلخصه وكان يشير في البداية إلى رقم الباب ثم توقّف عن ذلك، مما يستدعي دراسة وبحثاً دقيقاً يمكننا من ربط بقية الأبواب بما ورد في هذا الباب
من أسرار الباب (497): [الاستغفار في الأسحار]
![]() |
![]() |
[الاستغفار في الأسحار]
ومن ذلك الاستغفار في الأسحار
استغفر الله بالله الذي سجدت *** له الجباة بآصال وأسحار
فقال لي قائل منهم بان لهم *** سرا يهيمهم في نغمة القاري
قال السحر موضع الشبهة ما هو ظلمة محضة فيكون الجهل ولا هو نور محض فيكون العلم ولكنه سدفة وهو اختلاط الضوء والظلمة فلما كان الاختلاط وقع التشابه ولهذا نهينا عن اتباع المتشابه وذكر أنه ما يتبعه إلا من في قلبه زيغ أي ميل عن الحق الصراح فإن التخليص هو المطلوب فلذلك شرع الاستغفار في الأسحار أي طلب من الله التستر عن الميل إلى المتشابه بشرط أن لا يعرف أنه متشابه فإن علمت أنه متشابه ولم تتعد به حده ولا أخرجته بميلك إليه ونظرك فيه عن المتشابه فلا حرج عليك وإنما الخوف والحذر أن تلحقه بأحد الطرفين وما ذلك حقيقته وإنما حقيقته أن يكون له وجهان وجه إلى كل طرف وجه إلى الحل ووجه إلى الحرمة ويتعذر الفصل بين الوجهين وتخليصه إلى أحد الطرفين فهو عند العارف من المحكم بهذا الوجه لتميزه عن كل واحد من الطرفين فإذا اتبعته اتباع من لا يزيله عن حقيقته فما ثم زيغ
![]() |
![]() |