وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة
ولم يقل هنا يؤمن فإن الايمان موقوف على الخبر وقد قال وما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا
[توحيد أهل الفترة]
وقد علمنا أن لله عبادا كانوا في فترات وهم موحدون علما وما كانت دعوة الرسل قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم عامة فيلزم أهل كل زمان الايمان فعم بهذا الكلام جميع العلماء بتوحيد الله المؤمن منهم من حيث ما هو عالم به من جهة الخبر الصدق الذي يفيد العلم لا من جهة الايمان وغير المؤمن فالإيمان لا يصح وجوده إلا بعد مجيء الرسول والرسول لا يثبت حتى يعلم الناظر العاقل أن ثم إلها وأن ذاك الإله واحد لا بد من ذلك لأن الرسول من جنس من أرسل إليهم فلا يختص واحد من الجنس دون غيره إلا لعدم المعارض وهو الشريك فلا بد أن يكون عالما بتوحيد من أرسله وهو الله تعالى ولا بد أن يتقدمه العلم بأن هذا الإله هو على صفة يمكن أن يبعث رسولا بنسبة خاصة ما هي ذاته وحينئذ ينظر في صدق دعوى هذا الرسول أنه رسول من عند الله لامكان ذلك عنده
[مرتبة العالم بتوحيد الله من حيث الدليل]
وهذه في العلم مراتب معقولة يتوقف العلم ببعضها على بعض وليس
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية