الفتوحات المكية

وصايا الشيخ الأكبر

وهو الباب 560 الذي ختم به الشيخ محي الدين موسوعة الفتوحات المكية بمجموعة وصايا جامعة

وهو يمثل السفرين السادس والثلاثين والسابع والثلاثين وفق مخطوطة قونية


وصية حسن الظن بربك على كل حال‏

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

وصية حسن الظن بربك على كل حال‏

وصية حسن الظن بربك على كل حال‏

ولا تسي‏ء الظن به فإنك لا تدري هل أنت على آخر أنفاسك في كل نفس يخرج منك فتموت فتلقى الله على حسن ظن به لا على سوء ظن فإنك لا تدري لعل الله يقبضك في ذلك النفس الخارج إليه ودع عنك ما قال من قال بسوء الظن في حياتك وحسن الظن بالله عند موتك وهذا عند العلماء بالله مجهول فإنهم مع الله بأنفاسهم وفيه من الفائدة والعلم بالله إنك وفيت في ذلك الحق حقه فإن من حق الله عليك الايمان بقوله ونُنْشِئَكُمْ في ما لا تَعْلَمُونَ فلعل الله ينشئك في النفس الذي تظن أنه يأتيك نشأة الموت والانقلاب إليه وأنت على سوء ظن بربك فتلقاه على ذلك وقد ثبت عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فيما رواه عن ربه أنه عز وجل يقول أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي خيرا

وما خص وقتا من وقت واجعل ظنك بالله علما بأنه يعفو ويغفر ويتجاوز وليكن داعيك الإلهي إلى هذا الظن قوله تعالى يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى‏ أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا من رَحْمَةِ الله فنهاك وما نهاك عنه يجب عليك الانتهاء عنه ثم أخبر وخبره صدق لا يدخله نسخ فإنه لو دخله نسخ لكان كذبا والكذب على الله محال فقال إِنَّ الله يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً وما خص ذنبا من ذنب وأكدها بقوله جَمِيعاً ثم تمم فقال إِنَّهُ هُوَ فجاء بالضمير الذي يعود عليه الْغَفُورُ الرَّحِيمُ من كونه سبقت رحمته غضبه وكذلك قال الَّذِينَ أَسْرَفُوا ولم يعين إسرافا من إسراف وجاء بالاسم الناقص الذي يعم كل مسرف ثم إضافة العباد إليه لأنهم عباده كما قال الحق عن العبد الصالح عيسى عليه السلام إنه قال إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ فأضافهم إليه تعالى وكفى شرفا شرف الإضافة إلى الله تعالى‏

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!