الفتوحات المكية

وصايا الشيخ الأكبر

وهو الباب 560 الذي ختم به الشيخ محي الدين موسوعة الفتوحات المكية بمجموعة وصايا جامعة

وهو يمثل السفرين السادس والثلاثين والسابع والثلاثين وفق مخطوطة قونية


(و أعظم الفتن) النساء والمال والولد والجاه‏

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

(و أعظم الفتن) النساء والمال والولد والجاه‏

(و أعظم الفتن) النساء والمال والولد والجاه‏

هذه الأربعة إذا ابتلى الله بها عبدا من عباده أو بواحد منها وقام فيها مقام الحق في نصبها له ورجع إلى الله فيها ولم يقف معها من حيث عينها وأخذها نعمة إلهية أنعم الله عليه بها فردته إليه تعالى وإقامته في مقام حق الشكر الذي‏

أمر الله نبيه عليه السلام موسى به فقال له يا موسى اشكرني حق الشكر قال موسى يا رب وما حق الشكر قال له يا موسى إذا رأيت النعمة منى فذلك حق الشكر ذكره ابن ماجة في سننه عن رسول الله ص‏

ولما غفر الله لنبيه محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم ما تقدم من ذنبه وما تأخر وبشره ذلك بقوله تعالى لِيَغْفِرَ لَكَ الله ما تَقَدَّمَ من ذَنْبِكَ وما تَأَخَّرَ قام حتى تورمت قدماه شكر الله تعالى على ذلك فما فتر ولا جنح إلى الراحة ولما قيل له في ذلك وسئل في الرفق بنفسه قال صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم أ فلا أكون عبدا شكورا وذلك لما سمع الله يقول إن الله يحب الشاكرين‏

فإن لم يقم في مقام شكر المنعم فاته من الله هذا الحب الخاص بهذا المقام الذي لا يناله من الله إلا الشكور فإن الله يقول وقَلِيلٌ من عِبادِيَ الشَّكُورُ وإذا فاته فاته ما له من العلم بالله والتجلي والنعيم الخاص به في دار الكرامة وكثيب الرؤية يوم الزور الأعظم فإنه لكل حب إلهي من صفة خاصة علم وتجل ونعيم ومنزلة لا بد من ذلك يمتاز بها صاحب تلك الصفة من غيره‏

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!