الفتوحات المكية

وصايا الشيخ الأكبر

وهو الباب 560 الذي ختم به الشيخ محي الدين موسوعة الفتوحات المكية بمجموعة وصايا جامعة

وهو يمثل السفرين السادس والثلاثين والسابع والثلاثين وفق مخطوطة قونية


(الباب الموفي ستين وخمسمائة في وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى)

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

(الباب الموفي ستين وخمسمائة في وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى)

وصى الإله وأوصت رسله فلذا *** كان التأسي بهم من أفضل العمل‏

لو لا الوصية كان الخلق في عمه *** وبالوصية دار الملك في الدول‏

فاعمل عليها ولا تهمل طريقتها *** إن الوصية حكم الله في الأزل‏

ذكرت قوما بما أوصى الإله به *** وليس إحداث أمر في الوصية لي‏

فلم يكن غير ما قالوه أو شرعوا *** من السلوك بهم في أقوم السبل‏

فهدى أحمد عين الدين أجمعه *** وملة المصطفى من أنور الملل‏

لم تطمس العين بل أعطته قوتها *** حتى يقيم الذي فيه من الميل‏

وخذ بسرك عنه من مراكزه *** علوا إلى القمر العالي إلى زحل‏

إلى الثوابت لا تنزل بساحتها *** وانهض إلى الدرج العالي من الحمل‏

ومنه للقدم الكرسي ثم إلى *** العرش المحيط إلى الأشكال والمثل‏

إلى الطبيعة للنفس النزيهة للعقل *** المقيد بالأعراض والعلل‏

إلى العماء الذي ما فوقه نفس *** منه إلى المنزل المنعوت بالأزل‏

وانظر إلى الجبل الراسي على الجبل *** وقد رآه فلم يبرح ولم يزل‏

لو لا العلو الذي في السفل ما سفلت *** وجوهنا تطلب المري بالمقل‏

لذلكم شرع الله السجود لنا *** فنشهد الحق في علو وفي سفل‏

هذي وصيتنا إن كنت ذا نظر *** فإنها حيلة من أحسن الحيل‏

ترى بها كل معلوم بصورته *** على حقيقة ما هو لا على البدل‏

حتى ترى المنظر الأعلى وليس له *** سواك مجلى فلا تبرح ولا تزل‏

فإن دعاك إلى عين شربها *** فلا تجبه وكن منه على وجل‏

إنا إناث لما فينا يولده *** فلنحمد الله ما في الكون من رجل‏

إن الرجال الذين العرف عينهم *** هم الإناث وهم نفسي وهم أملي‏

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!