اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[التوحيد في الألوهية]
اعلم أيدنا الله وإياك بروح منه أن الله أمرنا بتوحيده في ألوهته فلا إله إلا هو كما نهانا عن التفكر في ذاته فعصاه أهل النظر في ذلك ممن يزعم أنه من أهل الله كالقدماء وغيرهم من المتكلمين وبعض الصوفية كأبي حامد وغيره في مضنونه وغير مضنونه واحتجوا بأمور هي عليهم لا لهم وبعد استيفاء النظر أقروا بالعجز فلو كان ثم علم وإيمان حق وصدق لكان ذلك في أول قدم فتعدوا حدود الله التي هي أعظم الحدود وجعلوا ذلك التعدي قربة إليه ولم يعلموا أن ذلك عين البعد منه وعند كشف الغطاء يظهر من أعطى ومن أعطى
سوف ترى إذا انجلى الغبار *** أ فرس تحتك أم حمار
فالصورة صورة فرس والخبرة خبرة حمار هذا الذكر يعطي الذاكر به رجاء عظيما وفتحا مبينا وذلك أن الله تعالى خاطب في هذه الآية المسلمين والذين عبدوا غير الله قربة لي الله فما عبدوا إلا الله فلما قالوا ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى الله زُلْفى فأكدوا وذكروا العلة فقال الله لنا إِنَّ إِلهَكُمْ والإله الذي يطلب المشرك القربة إليه بعبادة هذا الذي أشرك به واحد كأنكم ما اختلفتم في أحديته فقال