اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
«النوع الثالث» ممن أجره على الله وهو من عفا عمن أساء إليه وأصلح
يعني حال من أساء إليه بالإحسان فأصلح منه ما كان أوجب الإساءة إليه منه فما أراد هنا بأصلح إلا هذا ولا يحصل في هذا المقام إلا من له همة عالية فإن الله قد أباح له أن يجازي المسيء بإساءته على وزنها فأنف على نفسه أن يكون محلا للاتصاف بما سماه الحق سيئة
نفس الكريم كريمة في كل ما *** تجري به الأهواء والأقدار
والله يحكم في النفوس بقدرها *** وهو الذي من حكمه يختار
فيجيء ذو اللب المجوز عقله *** غير الذي حكمت به فيحار
يقول الله تعالى في هذا المقام ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ يعني قوله وأصلح السَّيِّئَةَ ... فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وما يُلَقَّاها يعني هذه الصفة إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا حبسوا أنفسهم عن أن يجاز والمسيء بإساءته إساءة ولو علم الناس قدر ما نبهنا عليه في هذه المسألة ما جازى أحد من أساء إليه بإساءة فما كنت ترى في العالم إلا عفوا مصلحا لكن الحجب على أعين البصائر كثيفة وليست سوى الأغرا