اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
«وصل» [الأول]
هذا المنزل بينه وبين الباب السبعين ومائتين وصلة بنسبة خاصة فألحقنا منه في هذا المنزل هذا القدر الذي أذكره إن شاء الله وذلك أن الله تعالى لما خلق الأرواح النورية والنارية أعني الملائكة والجان شرك بينهما في أمر وهو الاستتار عن أعين الناس مع حضورهم معهم في مجالسهم وحيث كانوا وقد جعل الله عز وجل بينهما وبين أعين الناس حِجاباً مَسْتُوراً فالحجاب مستور عنا وهم مستورون بالحجاب عنا فلا نراهم إلا إذا شاءوا أن يظهروا لنا ولهذا سمى الله الطائفتين من الأرواح جنا أي مستورين عنا فلا نراهم فقال في حق الملائكة في الذين قالوا إن الملائكة بنات الله وجَعَلُوا بَيْنَهُ وبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً يعني بالجنة هنا الملائكة لقولهم ما ذكرناه آنفا وكانوا يكرهون نسبة البنات إليهم فأخبرنا الله بذلك في قوله ويَجْعَلُونَ لِلَّهِ ما يَكْرَهُونَ فإنهم كانوا يكرهون البنات وبهذا أخبرنا الله عنهم في قوله تعالى وإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وهُوَ كَظِيمٌ يَتَوارى من الْقَوْمِ من سُوءِ ما بُشِّرَ به أَ يُمْسِكُهُ عَلى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ في التُّرابِ وهو قوله تعالى وإِذَا الْمَوْؤُ