اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[أن أصل الأشياء كلها التفرقة]
واعلم أن أصل الأشياء كلها التفرقة وأول ما ظهرت في الأسماء الإلهية فتفرقت أحكامها بتفرق معانيها حتى لو نظر الإنسان فيها من حيث دلالتها كلها على العين مع الفرقان المعلوم بين معانيها التي يعقل فيها من أنه سميت هذه العين بكذا لكذا ولا سيما إذا كانت الأسماء تجري مجرى النعوت على طريق المدح والتفرقة أظهر وبالتفرقة تعرف إلينا سبحانه فقال لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وقال أَ فَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ ففرق بين من يخلق ومن لا يخلق وحدود الأشياء أظهرته التفرقة بين الأشياء وبالتفرقة ظهرت المقامات والأحوال وكثرت مراتب الخلق وتميزت بها فلله ثمانون عبدا حققهم بحقائق الايمان ولله مائة عبد حققهم بحقائق النسب الإلهية والأسماء ولله ستة آلاف عبد ويزيدون حققهم بحقائق النبوة المحمدية ولله ثلاثمائة عبد حققهم بحقائق الأخلاق الإلهية ففرق عز وجل بين عباده بالمراتب وعين الجمع هو عين التفرقة إذ هو دليل على الكثرة وإنما سمي جمعا من أجل العين الواحدة التي تجمع هذه التفرقة فقول من قال في التفرقة إنها إشارة من أشار إلى خلق بلا حق فمشهوده ما أعطته الحدود والحدود لم يكن لها ظهور إلا في الخلق إذ كان الحق لا يعر