اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[أن عيسى كلمة الله]
وأعلم عيسى بلفظ الماضي أن الله آتاه الكتاب وأوصاه بالصلاة والزكاة ما دام في عالم التكليف والتشريع وهو قوله ما دُمْتُ حَيًّا يريد حياة التكليف في ظاهر الأمر عند السامعين ويريد عندنا هذا وأمرا آخر وهو قوله تعالى في عيسى إنه كلمة الله والكلمة جمع حروف وسيأتي علم ذلك في باب النفس بفتح الفاء فأخبر أنه آتاه الكتاب يريد الإنجيل ويريد مقام وجوده من حيث ما هو كلمة والكتاب ضم حروف رقمية لإظهار كلمة أو ضم معنى إلى صورة حرف يدل عليه فلا بد من تركيب فلهذا ذكر أن الله أعطاه الكتاب مثل قوله أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ويريد بالوصية بالصلاة والزكاة العبادة كما تدل على العمل هي على العبادة أدل لأنها لا تفتقر في كونها عبادة إلى بيان وإذا أريد بها العمل احتيج إلى تعيين ذلك العمل وبيان صورته حتى يقيم نشأته هذا المكلف به فإذا كانت العبادة دل على أنه لا يزال حيا أينما كان وإن فارق هذا الهيكل بالموت فالحياة تصحبه لأنها صفة نفسية له ولا سيما وقد جعله روح الله ثم ذكر أنه بر بوالدته أي محسن إليها فأول إحسانه أنه برأها مما نسب إليها في حالة لا يشكون في أنه صادق في ذلك التعريف ثم تمم فقال ولَمْ يَجْ