اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[أمزجة الأبناء الدنيا هي كالبقاع للماء وكالأوعية لما يجعل فيها من غذاء]
فبعض أمزجة الأبناء الذين هم كالبقعة للماء والأوعية لما يجعل فيها فيؤثر مزاج تلك البقعة في الماء فإن الماء كله طيب عذب في أصله وهو المطر فإذا حصل في بقع الأرض وهي مختلفة البقاع في المزاج ظهر العذب في المزاج الحسن فأبقاه على أصله كما ورد طاهرا نظيفا وزاده من مزاجه طيبا وحلاوة زائدة على ما كان عليه وهو الماء النمير وبقعة أخرى جعلته ملحا أجاجا وبقعة أخرى جعلته قعاما مرا فأثر في الحال النقي هذه الأوعية والشرع إنما تعلق بأفعال الأبناء لا بالأم بل قال وبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وبما قال فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ ولا تَنْهَرْهُما وقُلْ لَهُما قَوْلًا كَرِيماً واخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ من الرَّحْمَةِ وقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُما كَما رَبَّيانِي صَغِيراً فما أوصى الله تعالى بهذه الأمور إلا لعلمه بأنه في الأبناء من يصدر منهم مثل هذه الأفعال فأمرهم إن يراقبوا هذه الأحكام في