اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[صاحب مقام السهر حافظ كل شيء بعين الله الحافظة لكل شيء]
فينبغي لصاحب هذا المقام إذا سهر أن يسهر بعين الله وعين الله حافظته بلا شك الحفظ الذي يعلمه الله لا الحفظ العرضي فإن الله تعالى ما رأيناه يحفظ على كل عين صورتها بل الواقع غير ذلك وهو مطلق الحفظ فاذن ليس الحفظ ما يتخيل من حفظ الصور على أعيانها وإنما ينظر صاحب هذا المقام إلى الحفظ المطلق وينظر في المحفوظ وإذا كان من عالم التغيير والاستحالات فيحفظ عليه التغيير والاستحالات فإن لم يتغير ولا استحال فما حفظ عليه ما تستحقه ذاته فينظر صاحب هذا المقام مراتب الموجودات ويكون حفظه في سهره بحسب ما تعطيه رتبة ذلك العالم ولا يلتفت إلى أغراض أشخاص ذلك النوع فإن الضدين لا يجتمعان فإذا أراد السكون أن يحفظ عليه ذاته في ساكن معين لم يتمكن أن يجيبه إلى ذلك فإن الساكن مأمور من الله بتغيير حاله من سكون إلى قيام لصلاة أو لأمر مشروع أو طبع كقضاء حاجته ولا يكون هذا إلا بأن يتغير وينتقل إلى حكم الحركة وكذلك المتحرك إذا توجه عليه الأمر بالسكون فالحافظ هنا إنما يحفظ عليه حكم التغيير فإن لم يحفظ عليه ذلك فما سهر ولا تحقق بالقيومية فهذا ما يعطيه مقام السهر وحاله فافهم فإنه ما من مقام وإلا ويتسع المجال فيه لو تكلمن