اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[ذوات ملك القدس على نوعين]
وذوات ملك القدس على نوعين في التقديس فمنهم ذوات مقدسة لذاتها وهي كل ذات كونية لم تلتفت قط إلى غير الاسم الإلهي الذي عنه تكونت فلم يطرأ عليها حجاب يحجبها عن إلهها فتتصف لذلك الحجاب بأنها غير مقدسة أي لا تضاف إلى القدس فتخرج عن ملك القدس وهم الذين يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ والنَّهارَ لا يَفْتُرُونَ أي ينزهون ذواتهم عن التقديس العرضي بالشهود الدائم وهذا مقام ما ناله أحد من البشر إلا من استصحب حقيقته من حين خلفت شهود الاسم الإلهي الذي عنه تكونت وبقي عليها هذا الشهود حين أوجد الله لها مركبها الطبيعي الذي هو الجسم ثم استمر لها ذلك إلى حين الانتقال إلى البرزخ من غير موت معنوي وإن مات حسا وهذا والله أعلم ناله محمد صلى الله عليه وسلم
فإنه قال كنت نبيا وآدم بين الماء والطين
يريد أن العلم بنبوته حصل له وآدم بين الماء والطين واستصحبه ذلك إلى أن وجد جسمه في بلد لم يكن فيه موحد لله ولم يزل على توحيد الله لم يشرك كما أشرك أهله وقومه ثم إنه لما استقامت آلاته الحسية وتمكن من العمل بها بحسب ما وجدت له واستحكم بنيان قصر عقله وخزانة فكره واعتدلت مظاهر قواه الباطنة لم يصرفها إلا في عبادة خال