اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[معرفة الله من حيث ذاته ومن حيث كونه إلها]
فصارت المعرفة مقسمة نصفين النصف الواحد معرفة الذات والنصف الآخر معرفة كونه إلها فلما بحثنا بالأدلة العقلية وأصغينا إلى الأدلة الشرعية أثبتنا وجود الذات وجهلنا حقيقتها وأثبتنا الألوهة لها وهو نصف المعرفة بكمالها والربع وجودها أعني وجود الذات المنسوبة إليها الألوهة والربع الرابع معرفة حقيقتها فلم نصل إلى معرفة حقيقتها ولا يمكن الوصول إلى ذلك والزائد على الربع الذي جهلناه أيضا هو جهلنا بنسبة ما نسبناه إليها من الأحكام فإنا وإن كنا نعرف النسبة من كونها نسبة فقد نجهل النسبة الخاصة لجهلنا بالمنسوب إليه فحصلت المعرفة من زوال الشمس إلى طلوع الفجر ومن طلوع الفجر إلى طلوع الشمس جهلنا بالنسبة ومن طلوع الشمس إلى الزوال وهو ربع اليوم جهلنا بالذات فما أعطى عرفة من المعرفة بالله إلا ما أعطاه زمانه فاعلم فنقص العلم بها عن درجة العلم بكل معلوم فمن لم نعلمه بحقيقته فما علمناه فعلمنا بوجود الذات من أجل الاستناد لا بالذات وعلمنا نسبة الألوهة لها لا كيفية النسبة وهو نصف المعرفة وهذا النصف يتضمن