اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[بيت الله الصحيح الذي لا سدنة عليه]
وقد ذكرنا في أول هذا الكتاب ما بقي في الحجر من البيت ولما ذا أبقاه الله فيه وبينا الحكمة الإلهية في ذلك من رفع التحجير والتجلي الإلهي في الباب المفتوح لمن أراد الدخول إليه وذلك هو بيت الله الصحيح وما بقي منه بأيدي الحجبة بني شيبة وقع في باطنه التحجير لأنه في ملك محدث وهو الموجود المقيد فلا بد أن يفعل ما تعطيه ذاته والحديث النبوي في ذلك مشهور والخلفاء والأمراء غفلوا عن مقتضى معنى قوله تعالى حين مسك رسول الله صلى الله عليه وسلم مفتاح البيت الذي أخذه من بنى شيبة فأنزل الله تعالى إِنَّ الله يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها فتخيل الناس أن الأمانة هي سدانة البيت ولم تكن الأمانة إلا مفتاح البيت الذي هو ملك لبني شيبة فرد إليهم مفتاحهم وأبقى صلى الله عليه وسلم عليهم ولاية السدانة ولو شاء جعل في تلك المرتبة غيرهم وللإمام أن يفعل ذلك إذا رأى في فعله المصلحة لكن الخلفاء لم يريدوا أن يؤخروا عن هذه الرتبة من قرره رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها فهم مثل سائر ولاة المناصب إن أقاموا فيه الحق فلهم وإن جاروا فعليهم وللإمام النظر فبقي بيت الله عند العلماء بالله لا حكم لبني شيبة