اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[الإشارة والتحقيق والجمع بين الظاهر والباطن]
وإنما فرقنا في التعبير بين الإشارة والتحقيق لئلا يتخيل من لا معرفة له بما آخذ أهل الله أنهم يرمون بالظواهر فينسبونهم إلى الباطنية وحاشاهم من ذلك بل هم القائلون بالطرفين كان شيخنا أبو مدين يذم الطرفين على الانفراد ويقول إن الجامع بين الطرفين هو الكامل في السنة والمعرفة والاشتراك وقع في تلفظه بسواك والكاف في السواك أصلية من نفس الكلمة وهي في الاستثناء مضافة ما هي أصلية ومن جعلها من باب التحقيق نظر إلى كون إضافة المخاطب أمرا واحد فجعلها أصلية في الإضافة كالكلمة الواحدة واعتبر التركيب فيها اعتبار تركيب الحروف في الكلمة فلا يصح وجود إضافة مثل هذا الخطاب إلا بكاف الإضافة كما لا يصح اسم السواك بغير كاف فانظر ما أدق نظر أهل الله هذا لو كان ذلك عن فكر لقد كانوا يفضلون به غيرهم فكيف بمن لا ينطق عن الهوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى إِنَّ الله هُوَ الرَّزَّاقُ والعلم رزق الأرواح ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ