اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[عيسى بن مريم وكان ظاهرا في العالم باسم الدهر وباسم القيوم]
فإنه إذا كان الكمال لها لحوقها بالرجال فالأكمل لها لحوقها بربها كعيسى بن مريم ولدها فإنه كان يصوم الدهر ولا يفطر ويقوم الليل فلا ينام وكان ظاهرا في العالم باسم الدهر في نهاره وباسم القيوم الذي لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ ولا نَوْمٌ في ليله فادعى فيه الألوهية فقيل إِنَّ الله هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وما قيل ذلك في نبي قبله فإنه غاية ما قيل في العزير إنه ابن الله ما قيل هو الله فانظر ما أثرت هذه الصفة من خلف حجاب الغيب في قلوب المحجوبين من أهل الكشف حتى قالوا إِنَّ الله هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ فنسبهم إلى الكفر في ذلك إقامة عذر لهم فإنهم ما أشركوا بل قالوا هو الله والمشرك من يجعل مع الله إلها آخر فهذا كافر لا مشرك فقال تعالى لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ الله هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ فوصفهم بالستر واتخذوا ناسوت عيسى مجلى ونبه عيسى على هذا المقام فيما أخبر الله تعالى تثبيتا لهم فيما قالوا فقال المسيح يا بَنِي إِسْرائِيلَ اعْبُدُوا الله رَبِّي ورَبَّكُمْ فقالوا كذلك نفعل فعبدوا الله فيه ثم قال لهم إِنَّهُ من يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ الله عَلَيْهِ الْجَنَّةَ أ