اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[من راعى الله في عمله كان هو لا غيره جزاءه]
لما كان الصوم حكما أضافه الله إليه وعرى الصائم عنه مع كونه أمره بالصيام فانبغى للصائم أن يكون مدة صومه ناظرا فيه إلى ربه حتى يصح كونه صائما لا يغفل عنه فإن الحق لا يضيفه إليه حتى يصح أنه صوم ولا يصح إلا بصيام العبد على الصورة التي شرع الله له فيه أن يأتي بها فإن لم يصمه على حد ما شرع له فما هو صائم وإذا لم يكن صائما فما ثم صوم يرده الله إليه فإن الصائم قد يحسب أنه صائم وقد فعل في صومه فعلا أوجب له ذلك الفعل أن يخرج عن صومه كالغيبة إذا وقعت منه وأمثالها فهو مفطر أي ليس بصائم وإن لم يأكل فإن كان لذلك الفعل كفارة وأتى بها فهو صائم فيحافظ الصائم على هذا فإن فيه إيثار الحق على نفسه فيجازيه على قدر المؤثر به وهو الله تعالى فمن راعى ربه عز وجل راعاه الله تعالى فما يكون جزاؤه إلا هو من وُجِدَ في رَحْلِهِ فَهُوَ جَزاؤُهُ وقد وجد في رحله فإن الحق في قلب عبده المؤمن الحاضر معه لا بد من ذلك والصوم وجد عند الله فإنه له لما صح صوم الصائم طلب رحله فقيل له أخذه الله فكان الله جزاءه
فقال الصوم لي وأنا أجزي به