اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[الاعتبار في عدم إعادة صلاتي الصبح والعصر]
وأما من لم ير إعادة الصبح فإن الصبح الأول عين الفرض وكذلك العصر والصبح الثاني والعصر الثاني هما نافلة والإنسان في أداء الفرض عبد محض عبودية اضطرار وهو في النفل عبد اختيار وعبودية الاضطرار أشرف في حقه من عبودية الاختيار لأن له في عبودية الاختيار الامتنان بالاسترقاق قال تعالى يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ الله يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ولما شبه الحق رؤية العباد إياه برؤيتهم الشمس صار للشمس عندهم مزيد رتبة ولا سيما للمحبين لكون الحبيب ضرب برؤيتها المثل في رؤيته في التشبيه فهم إذا رأوها كأنهم يرون الله لأن رؤيتهم إياها تذكرهم ما وعدهم الله به من رؤيته فيريدون أن لا تطلع الشمس عليهم إلا وهم موصوفون بعبودية الاضطرار ولا تغرب عليهم الشمس إلا وهم أيضا في عبودية الاضطرار كما يريدون رؤية الله في حال الاضطرار والعبودية المحضة فإن لذتها أتم وأحلى كما إن رؤيتها أعم وأجلي ولتكون الشمس في غروبها وطلوعها تقول لربها تركناهم عبيد اضطرار وأتيناهم وهم عبيد اضطرار كما تقول الملائكة الذين يعرجون في صلاة الصبح وص