اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[الأجر على الدعوة]
الداعي إلى الله هل من شرطه أن لا يأخذ أجرا على دعائه فهو عندنا أفضل إنه لا يأخذ وإن أخذ جاز له ذلك فإن مقام الدعوة إلى الله يقتضي الأجرة فإنه ما من نبي دعا قومه إلا قيل له قل ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ من أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الله فأثبت الأجرة على دعائه وسألها من الله لا من المدعو حتى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما سأل منا في الأجر على تبليغ الدعاء إِلَّا الْمَوَدَّةَ في الْقُرْبى وهو حب أهل البيت وقرابته صلى الله عليه وسلم وأن يكرموا من أجله كانوا ما كانوا وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أحق ما أخذتم عليه كتاب الله في حديث الذي رقى اللديغ بفاتحة الكتاب واستراح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اضربوا فيها بسهم يعني في الغنم التي أخذوها أجرا على ذلك
فالإنسان الداعي بوعظه وتذكيره عباد الله إن آخذ أجرا فله ذلك فإنه في عمل يقتضي الأجر بشهادة كل رسول وإن ترك أخذه من الناس وسأله من الله فله ذلك وسبب ترك الرسل لذلك وسؤالهم من الله الأجر كون الله هو الذي استعملهم في التبليغ فكان الأجر عليه تعالى لا على المدعو وإنما أخذ الراقي الأجر من اللديغ لأن اللديغ ا