اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[السبب الموجب لتكبر الثقلين دون سائر الموجودات]
فاعلم إن السبب الموجب لتكبر الثقلين دون سائر الموجودات إن سائر المخلوقات توجه على إيجادهم من الأسماء الإلهية أسماء الجبروت والكبرياء والعظمة والقهر والعزة فخرجوا أذلاء تحت هذا القهر الإلهي وتعرف إليهم حين أوجدهم بهذه الأسماء فلم يتمكن لمن خلق بهذه المثابة أن يرفع رأسه ولا إن يجد في نفسه طعما للكبرياء على أحد من خلق الله فكيف على من خلقه وقد أشهده أنه في قبضته وتحت قهره وشهدوا كشفا نواصبهم ونواصي كل دابة بيده في القرآن العزيز ما من دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها ثم قال متمما إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ والأخذ بالناصية عند العرب إذلال هذا هو المقرر عرفا عندنا فمن كان حاله في شهود نظره إلى ربه أخذ النواصي بيده ويرى ناصيته من جملة النواصي كيف يتصور منه عز أو كبرياء على خالقه مع هذا الكشف وأما الثقلان فخلقهم بأسماء اللطف والحنان والرأفة والرحمة والتنزل الإلهي فعند ما خرجوا لم يروا عظمة ولا عزا ولا كبرياء ورأوا نفوسهم مستندة في وجودها إلى رحمة وعطف وتنزل ولم يبد الله لهم من جلاله ولا كبريائه ولا عظمته في خروجهم إلى الدنيا شيئا يشغلهم عن نفوسهم أ لا تراهم في الأخذ الذي