اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
(حكي)
في زمان النبوة الأولى أن بعض من يوحى إليه من المتقدمين فكر في أمر التكليف والبلوى ولم يتجه له وجه الحكمة في ذلك وقد أمره الله بالتفكر في عبادته فأخذ يناجي ربه في خلوته بسره ولسانه فقال يا رب خلقتني ولم تستأمرني ثم تميتني ولا تستشيرني وأمرتني ونهيتني ولم تخيرني وسلطت على هوى مرديا وشيطانا مغويا وركبت في نفسي شهوات مركوزة وجعلت بين عيني دنيا مزينة ثم خوفتني وزجرتني بوعيد وتهديد وقلت فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ ولا تَتَّبِعِ الْهَوى فيضلك عن سبيلي واحذر الشيطان أن يقربك والدنيا لا تغرنك وتجنب شهواتك لا ترديك وآمالك وأمانيك لا تلهيك وأوصيك بأبناء جنسك فدارهم ومعيشتك فاطلبها من وجه حلال فإنك مسئول عنها إن لم تطلبها ومسئول عنها إن طلبتها من غير وجهها ولا تنس الآخرة كما لم تَنْسَ نَصِيبَكَ من الدُّنْيا وأَحْسِنْ كَما أَحْسَنَ الله إِلَيْكَ ولا تبغ الفساد في الأرض ولا تعرض عن الآخرة فتخسر الدنيا والآخرة وذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ فقد حصلت يا رب بين أمور متضادة وقوى متجاذبة وأحوال متقابلة فلا أدري كيف أعمل ولا أهتدى أي شيء أصنع وقد تحيرت في أموري وضللت عن حيلتي فأدركني يا رب وخذ