اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
(وصية)
أوصى بها راهب عارفا من المسلمين اجتاز بعض العارفين في سياحته براهب في صومعة على رأس جبل فوقف به فناداه يا راهب فأخرج الراهب رأسه من صومعته وقال من ذا قال رجل من أبناء جنسك الآدميين قال فما ذا تريد قال كيف الطريق إلى الله قال الراهب في خلاف الهوى قال فما خير الزاد قال التقوى قال فلم تبعدت عن الناس وتحصنت في هذه الصومعة قال مخافة على قلبي من فتنتهم وحذرا على عقلي الحيرة من سوء عشرتهم وطلبت راحة نفسي من مقاساة مداراتهم وقبيح فعالهم وجعلت معاملتي مع ربي فاسترحت منهم قال فخبرني يا أحد تباع المسيح كيف وجدتم معاملتكم مع ربكم واصدق القول لي ودع عنك تزويق الكلام وزخرف القول فسكت الراهب ساعة متفكرا ثم قال شر معاملة تكون قال له العارف كيف قال لأنه أمرنا بالكد للأبدان وجهد النفوس وصيام النهار وقيام الليل وترك الشهوات المركوزة في الجبلة ومخالفة الهوى الغالب ومجاهدة العدو المسلط والرضي وخشونة العيش والصبر على الشدائد والبلوى ومع هذه كلها جعل الأجر بالسيئة في الآخرة بعد الموت مع بعد الطريق وكثرة الشكوك والحيرة والخوف من الياس فهذه حالتنا في معاملتنا مع ربنا فأخبرنا عنكم يا معشر تباع أحمد كيف