اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
أنه يسلم عليك فاتركه يبدأ بالسلام ثم ترد عليه فيحصل لك أجر الوجوب فإن رد السلام واجب والابتداء به مندوب إليه وأحب ما يتقرب به إلى الله ما افترضه على خلقه وإذا علمت من شخص أنه يكره سلامك عليه وربما تؤديه تلك الكراهة إلى أنه لو سلمت عليه لم يرد عليك فلا تسلم عليه ابتداء إيثارا له على نفسك وشفقة عليه فإنك تحول بينه وبين وقوعه في المعصية إذا لم يرد عليك السلام فإنه يترك أمر الله الواجب عليه ومن الايمان الشفقة على خلق الله فبهذه النية اترك السلام عليه وإن علمت من دينه أنه يرد السلام عليك فسلم عليه وإن كره واجهر بالسلام عليه وابدأ به فإنك تدخل عليه ثوابا برد السلام وتسقط من كراهته فيك بسلامك عليه بقدر إيمانه ونفسه الصالحة إن كان ممن جبل على خلق حسن وعليك بالنظر إلى من هو دونك في الدنيا ولا تنظر إلى أهل الثروة والاتساع خوفا من الفتنة فإن الدنيا حلوة خضرة محبوبة لكل نفس فإن النعيم محبوب للنفوس طبعا ولو لا النعيم الذي يجده الزاهد في زهده ما زهد والطائع في طاعته ما أطاع فإن أخوف ما خافه رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم علينا ما يخرج الله لنا من زهرة الدنيا قال الله تعالى لنبيه ولا تَمُد