اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[الغيرة الإلهية قد أزالت الافتقار إلى العالم من العالم]
وأما الإنسان الحيوان الذي لا معرفة له بربه فهو فقير إلى العالم أبدا وإن كانت الغيرة الإلهية قد أزالت الافتقار إلى العالم من العالم بقولها يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى الله والله هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ فمن ذاق طعم الغني عن العالم وهو يراه عالما لا بد من هذا الشرط فقد حصل على نصيب وافر من الغني الإلهي إلا أنه محجوب عن المقام الأرفع في حقه لأن العالم مشهود له ولهذا اتصف بالغنى عنه فلو كان الحق مشهوده وهو ناظر إلى العالم لاتصف بالفقر إلى الله وحاز المقام الأعلى في حقه وهو ملازمة الفقر إلى الله لأن في ذلك ملازمة ربه عز وجل وأما الاستغناء فإنه يؤذن بالقرب المفرط وهو حجاب كالبعد المفرط ومن وقف على سر وجود العالم من حيث إيجاد الله إياه عرف ما أشرنا إليه فإذا كان العارف على قدر معلوم بين القرب والبعد حصل المطلوب وكان في ذلك الشرف التام للإنسان إذ كان الشرف لا يحصل إلا لأهل البرازخ الجامعين الطرفين قد علمنا إيمانا أن الله أقرب إلينا من حَبْلِ الْوَرِيدِ ولكن لا نبصره لهذا القرب المفرط وقد علمنا إيمانا أنه عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى فلا نبصره لهذا البعد المفرط عادة أيضا ف