اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[حكم الجمع في الوجود وفي العدم]
لما كان الدوام لمعية الحق مع العالم لم يزل حكم الجمع في الوجود وفي العدم فإنه مع الممكن في حال عدمه كما هو معه في حال وجوده فأينما كنا فالله معنا فالتوحيد معقول غير موجود والجمع موجود ومعقول ولِلرِّجالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وليست إلا درجة الوجود لو أراد التوحيد ما أوجد العالم وهو يعلم أنه إذا أوجده أشرك به ثم أمره بتوحيده فما عاد عليه إلا فعله فقد كان ولا شيء معه يتصف بالوجود فهو أول من سن الشرك لأنه أشرك معه العالم في الوجود فما فتح العالم عينه ولا أبصر نفسه إلا شريكا في الوجود فليس له في التوحيد ذوق فمن أين يعرفه فلما قيل له وحد خالقك لم يفهم هذا الخطاب فكرر عليه وأكد وقيل له عن الواحد صدرت فقال ما أدري ما تقول لا اعقل إلا الاشتراك فإن صدوري عن ذات واحدة لا نسبة بيني وبينها لا يصح فلا بد أن يكون مع نسبة علمية أو نسبة قادرية لا بد من ذلك ثم إنه وإن كان قادرا فلا بد من الاشتراك الثاني وهو أن يكون لي من ذاتي القبول لاقتداره وتأثيره في وجودي فما صدرت عن واحد وإنما صدرت عن ذات قادرة في شيء قابل لأثر اقتداره أو في مذهب أصحاب العلل عن حكم علة وقبول معلول فلم أدر للوحدة طعما في الوجود<