اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[بعث الرسل وأنزل الكتب وحشر الناس]
يدعى صاحبها عبد الباعث قال تعالى هُوَ الَّذِي بَعَثَ في الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ وقال وأَنَّ الله يَبْعَثُ من في الْقُبُورِ وقال وما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا وقال يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ الله جَمِيعاً فمن هذه الحضرة بعث الرسل وأنزل الكتب وحشر الناس بعد أن أنشرهم ثم بعث بهم من هذه الحضرة إلى منازلهم يعمرونها من جنة ونار كل بشاكلة عمله فيبعثهم ويبعث إليهم فالبعث لا ينقطع في الدنيا والآخرة والبرزخ غير أن الرسل عرفاء لا تمشي إلا بين الملوك لا بين الرعايا وإنما تخاطب الرؤساء والعرفاء فالإرسال من الله إنما أرسلهم من كونه ملكا إلى النفوس الناطقة من عباده لكونهم مدبرين مدائن هياكلهم ورعاياهم جوارحهم الظاهرة وقواهم الباطنة فما تجيء رسالة من الملك إلا بلسان من أرسل إليهم قال تعالى وما أَرْسَلْنا من رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فيبعث الله رسله إلى هذه النفوس الناطقة وهي التي تنفذ في الجوارح ما تنفذ من طاعة ومخالفته ولها قبول الرسالة والإقبال على الرسول والتحفي به أو الإهانة وقد يكون الرد بحسب ما أعطاها الله من الاستعداد من توفيق أو خذلان فجعل ال